المحسن عبدالله العثمان شاعراً

 

كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :

 

المشهور عن الشيخ عبدالله عبد اللطيف العثمان إحسانه للفقراء والمحتاجين، وايام زكاة ماله في الستينات الى يوم وفاته مشهورة ومعلومة عند الداني والقاصي وفي داخل الكويت وخارجها لكثرة الناس والزحام فيها، لكن لم يشتهر عنه التدريس في مدرسته الاهلية التي اسسها واخوته عبد العزيز ومحمد وعثمان، وكان المدرس فيها والمدير!.

ولم يشتهر عنه صيده اللؤل‍ؤ على سفينة كان يملكها، ولم يشتهر عنه كذلك انه كان يعالج، من خلال معرفته بالطب البديل، المرضى والمحتاجين من صيدليته التي كان يملكها من دون مقابل.

وعندما اسس مسجد العثمان في منطقة النقرة، الذي يعتبر اشهر المساجد آنذاك في ضخامته وجماله، كان هو إمامه والواعظ فيه لا سيما في شهر رمضان، ومما لم يشتهر به بين الناس اليوم كتابته الشعر وقد طبع ديوانه المسمى «ديوان العثمان» في اجزاء طبعته الاولى عام (1385 هــ ــ 1965 م) وقد وزعه بالمجان، وكتب في صفحاته الداخلية الاولى العبارة التالية «التوزيع هدية من المؤلف للشعب الكويتي وسائر الشعوب العربية» حتى في هذه كان كريما.

والديوان باللغة الفصحى وأجمل أبياته التي استهلها في بداية الديوان وتحت صورته الفوتوغرافية قوله:

صورتي هذي دليل ناطق

عن رحيلي وان طال العمر

سوف افنى ثم تبقى صورتي

شبه ذكرى او بطيّات القدر

فعسى ربي بلطفٍ شاملٍ

يقبل التوب اذا آن السفر

ثم يستهل الديوان بمقدمة وعظية فيها تواضع وبيان سبب جمعه له، دلالة على انه كان والشعر في تلازم:

"وبعد، فهذه مجموعة من شعري، ضمنتها الجزء الاول من «ديوان العثمان» رغبة في حفظه من الضياع والنسيان، وتلبية لإلحاح البعض من الأصدقاء والاخوان، على اني لست من فرسان هذا الميدان، ولكن نزعة في نفسي ووازع يعتريني بين يومي وأمسي ، إني استميح القارئ الكريم ان يغض طرفه. ويمنحني رضاه وعطفه.. ثم يقول: وقد جعلت الإهداء الى الوطن العزيز، الكويت لاهدائه الى قائدنا ورائد نهضتنا صاحب السمو امير البلاد الشيخ عبدالله السالم الصباح حفظه الله ورعاه.. وخصه بأبيات تحت عنوان «كويت انا» كتبها بمناسبة عيد الوطن الاول لاستقلال الكويت في 19/7/1962 أقتطع منها هذه الأبيات المؤثرة التي تصلح ليومنا:

أتيت لعبدالله(1) آمر دولتي

احييه من قلبي وارجو له النصرا

هو الحاكم المقدام نال بعزمه

لدولته عزاً تعالت به قدرا

وآل صباح كلهم لزعيمهم

بعزيمة وتضامن شدوا له أزرا

كذلك شعب لا أفيه بحقه

فقد كان براً ومدحي له برا

****

ثم قال:

أبا خالد(2) كن بالعزيمة قائداً

ولا تخش إلا الله وارفع له شكرا

فآل صباح كلهم لك ساعد

اذا خضت بحرا او سلكت بهم برا

وشعبك منقاد لأمرك خاضع

فقد كان ذا حزم وانت به أدرى

ثم قال:

ففرج عن المكروب في حال كربه

ووسع لذي عسر اذا جاء مضطرا

وخذ بيد المظلوم يا خير عادل

فأنت له نصرّ وكنت له ذخراً

***

هامش:

1ــ2: (الامير عبدالله السالم)

* توفي المحسن عبدالله العثمان يرحمه الله في (14 / 12 / 1965 )

 

نشر المقال على صفحات جريدة القبس  في تاريخ 31 / 8 / 2010 م 

 

عدد الزائرين:

104 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr