نشر في جريدة (( الوطـن ))– دمشق – بقلم ابتسام أديب تحت عنوان:

صرح كويتي في دمشق
مجمع العثمان...عبادة وعيادة

في منطقة ((المزرعة)) (حي الميسات) إحدى أجمل مناطق دمشق ، يقع مجمع العثمان وهو صرح حضاري ضخم يضم مسجدا يحمل سمات الطرازين الأموي والمملوكي تحيط به عدة مبان وقد تبرع لبنائه المحسن الكويتي المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان ويعرف لدى العامة ((الجامع الكويتي)).

وإذا كان مجمع العثمان ليس هو العلامة الكويتية البارزة الوحيدة في دمشق إلا انه المعلم الأكثر وضوحا لرسالته الإنسانية التي يحملها.

وقد جاء في وصية المرحوم العثمان ((إن ثلث مالي العام تتولى عليه دائرة الأيتام في الكويت بصفتها دائرة حكومية وذلك بالاشتراك مع الصالح من ورثتي لتنميته والإنفاق من إيراده في سبيل الخير وللمشاريع الخيرية سواء في الكويت أو البلاد العربية والبلاد الإسلامية...)) .

وينفق من أصل الثلث إكمال بناء الجامع في دمشق حي المزرعة.

وقـد سجلت هـذه الوصية فـي الثالث من نوفمبـر عـام 1962 ميلاديـة في عهد المغفور له الشيخ صباح السالم الصبـاح وتتضمن بخلاف ما يتصل بها من أرزاق الشام وأوقافها تبرعات مماثلة أو تزيد فـي الكويت ولبنان.

والآن وبعـد نحو اثنين وثلاثين عام يشمخ مجمع العثمان مذكرا بمناقب الرجل بعد أن استكمل كل مقوماته كما أرادها المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان وكما أنجزها المحسنون من السوريين والكويتيين والأطباء المتبرعين.

(( الوطـن )) التقت مع د. محمد نصير جمعه مديـر مجمـع العثمـان الطبي الذي يشرف متبرعا على هذا المجمع الكبير حيث قال:...

إن كل من يدخل المجمع للعلاج يخرج وهو يلهج بالدعاء والترحم على المحسن الكبير عبدالله العثمان والمسألة ليست مجرد تبرع وعمل خيري بمقدار ما هي عمل حضاري سيبقى شاخصا بتعاقب الأجيال.

الجامع الكبير يضم عدة أروقة وهو مزين بالزخارف الرخامية والمنحوتات الجبسية البيضاء ذات الطراز المملوكي والأموي وله مئذنتان وصحن كبير ويتسع لعدة مئات من المصلين ومجهز بكل وسائل الراحة كما يضم مكتبة ملحقة به ومعهدا دينيا ودارا لسكن الطلبة والمستوصف المخصص للرعاية الصحية الأولية والعلاجية ولا سيما أمراض السرطان وعيادات مجهزة بأحدث الأجهزة.

ويتكون المجمع الطبي من ثلاثة طوابق وقبو للخدمات يحتوي:

الطابق الأول: على عيادات الأذن والأنف والحنجرة ، والداخلية والنسائية والأطفال والصيدلية والمختبر وكلها مجهزة بأحدث الأجهزة بعضها تبرعت به الجهات الرسمية وبعضها من شركات ومحسنين سوريين اهتموا بإحياء هذا الصرح الحضاري.

الطابق الثاني: توجد العيادات العظيمة والجراحية والعصبية والهضمية والبولية.

والقبو الأول :  خصص للجراحة كمـا يوجد في المجمع قاعـة كبيـرة لعقـد الندوات والمؤتمرات العلمية والطبية.

ويحرص الكويتيون ممن يزورون دمشق على زيارة هذا المجمع ليؤدوا فريضة الصلاة فيه وللاطلاع على مرافقه الكبيرة ويحرصون باستمرار على دعمه والتبرع له للاستمرار في أداء مهامه وفاء للرجل الذي أراد لاسم الكويت أن يبقى شامخا تحت رعاية الإحسان والبر.

عدد الزائرين:

73 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr