ذكر بكتاب (محسنون من بلدي)
صادر عن بيت الزكاة الكويتي في جزءه الأول.
[ السيد عبدالله عبداللطيف العثمان ]
(1317 – 1385هـ / 1899 – 1965م)ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هـو عبدالله عبداللطيف عبدالله العثمان....نشـأ في أسرة ترجع أصولها إلى قبيلة سبيع بن عامر في الاحساء ... ولد في الكويت في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي في حي "القبلة" بسكة ابن دعيج حيث كان منزل والده المرحوم/عبداللطيف ، تعلم في الكتّاب على يد المشايخ ومن ثم المدرسة المباركية ولفطنته وتميزه في علم الحساب رشح مع أخيه الملا عثمان ليكونا مدرسين في المدرسة المباركية رغم حداثة سنيهما.
وبعد فترة من الاشتغال بالتدريس قرر " عبدالله العثمان " واخوته الثلاثة " عثمان ومحمد وعبدالعزيز " إنشاء مدرسة لهم يدرّسون فيها علم الفقه والحساب واللغة العربية ، ولم يترددوا في تنفيذ هذه الفكرة التي أفادت الكويت وأهلها ..فكانت مدرسة العثمان التي افتتحت في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين بالإضافة إلى عملهم في الصيف على مركب الغوص العائد لوالدهم رحمه الله.
وبعد سنوات من العمل في التدريس ترك " عبدالله " هذه المهنة ليلتحق بالعمل الحكومي حيث عمل في بلدية الكويت التي عين مديراً لها عام1948 بالإضافة إلى إمامته لمسجد قصر نايف التي استمرت حتى وفاة الشيخ/عبدالله الأحمد الصباح رحمه الله.
وبعد ترك العمل الحكومي عمل في تجارة العقارات وقد كان عبدالله العثمان شاعرا وأديبا فقد صدر له كتاب " ديوان العثمان " سنة 1965 قبيل وفاته وتم إعادة طبعه حديثا باسم" أفياء الأغصان من ديوان العثمان " من إعداد وتأليف ابنه عدنان العثمان.
- أوجه الاحسان في حياته -
إحسانه على الفقراء:
عمل عبدالله عبداللطيف العثمان في التجارة العقارية فمن الله عليه بالخير الوفير والنعم الكثيرة التي لم ينس الحمد والثناء لله عليها ... فسعى إلى فعل الخيرات وخصّص ديوانه للفقراء والمساكين يلتقي بهم ويتعرف على حاجاتهم وفتح قلبه للغارمين والمدينين والراهنين فسدد ديون الكثيرين غير منتظر من أصحاب السداد ومنح قروضا كثيرة غير محددة الموعد ودون مطالبة بها فكان دائما يفك ضيق المدين لحين ميسرة كما تبرع بمصاريف إنشاء غرفتين في المستشفى الأمريكاني لعلاج الفقراء وجعلها جزءا من وصيته بعد مماته.
كما عرف عن المحسن عبدالله عبداللطيف العثمان أنه كان شديد الحرص على تحري نصاب الزكاة وكان يتصدق بأكثر من النصاب طمعا في حب الله وكرمه فهو يعلم أن الله أكرم ممن خلق وتعبيرا صادقا منه عن شكره لله الذي أغدق عليه من نعمه.
وما زالت حشود المستحقين للزكاة في موسم إخراجها حديث الناس يتناقلون يوما بعد يوم وهم يدعون الله تعالى لمن أحسن إليهم.
موقف إحسان ونبل :
جاءته امرأة ذات يوم بديوانه بالمرقاب ولما وجدت الديوان مكتظا بالناس جلست بعيدا عنهم على استحياء فشعر المحسن عبدالله عبداللطيف العثمان أن لها حاجة فقام إليها وسألها عن حاجتها فقالت:
- توفي زوجي وترك بيتنا مرهونا عند أحد المرابين وقد نفذت المحكمة حكم البيع وأصبحت أنا وأولادي بلا مأوى ... فقال لها: اذهبي بأطفالك إلى بيتك وغدا ان شاء الله ستكون وثيقة البيت بين يديك..ثم أبلغ المرابي أن يحضر إلى مكتبه ليتسلم كامل الدين ويرد البيت إلى الأيتام وأمهم الأرملة المسكينة وقد فعل ... ومما يذكر أن الدولة قامت بتثمين البيت بعد ذلك بمبلغ كبير انتفعت به الأم في تربية الأيتام وتعليمهم.
العناية بالمساجد :
عاش رحمه الله مهتما بعمارة المساجد وصيانتها فقد بني في الكويت ثلاث مساجد أكبرها المعروف باسم مسجد العثمان بمنطقة النقرة وهو مسجد ضخم ذو مئذنتين أسسه عام 1378هـ - 1958م ، والمسجدان الآخران في خيطان والعقيلة ....ولم يقتصر إحسانه على بيوت الله في الكويت بل تجاوز حدود الدولة وامتد إلى بلاد المسلمين في أماكن متفرقة في العام نذكر منها:-