في سكة بن الدعيج قرب مسجد الفارس حالياً و سوق ابن دعيج سابقاً اجتمع أربعة أخوة في مشروع عائلي سيحمل اسمهم على مدى التاريخ في فضاء العلم و المعرفة حيث الشعلات الكويتية المخلصة التي  أنارت الطريق إلى مستقبل واعد للوطن و الأبناء . ففي وقت شحت فيه الموارد و عصفت فيه المحن في بيئة قاسية بدت للناظر إليها من بعيد قليلة الإمكانات إن لم تكن معدمة , انبثقت منارات العلم من صحراء الكويت و بحرها معلنةً ولادة عهد جديد و مستقبلٍ مشرق .

عند النظر إلى الوراء مع كل ما نحمله في ذاكرتنا المتناقلة من اعتقادات خاطئة تجاه الماضي يغمرنا شعور زائف بالاستعلاء كوننا نحن من يمثل جيل العلم و التنور و التطور في مقابل الأجداد . فهم الذين و إن كافحوا في سبيل الرزق في رحلة إنسانية كرست لها ملاحم بطولية تليق بما واجهوه من صعاب في البحر و البر إلا أن ملحمة بطولتهم الحقيقية في سعيهم وراء العلم في أحلك الظروف و أصعبها ظل مجهولاً لجيلٍ كامل من الأحفاد . و لجهلنا بهذه الملحمة البطولية فكل ما نراه حين نلتفت إلى الوراء هي صورة مشوهة للملا الضرير جالساً تحت العريش يلقن بضعة آيات للصبية المجتمعين أمامه و في يده عصا تتحين اللحظة المناسبة لتنقض على جسد أحد هؤلاء الصبية دون رحمةٍ أو عطف .

و في بحثنا في ماضي العائلة والكشوف العتيقة لمدرسةٍ كويتية حملت في بدايتها اسم من كرس حياته و شغفه للعلم منذ أوائل الصبا و حتى المشيب وجدنا مجموعة من الأوراق.  هذه الأوراق كانت يوماً ما دفتر تحضيرفي يد معلم متفانٍ  ,  دفتر ميزانية مدرسة في يد رجل عصامي طموح  , كشف حضور لطلبة بدأوا صبية صغاراً في المدرسة و كبروا ليكونوا من كبار رجالات الكويت و مخلصيها ممن خدموا وطنهم في كل الميادين الصغيرة و الكبيرة.  حين نبحث في هذه الأوراق  إنما نبحث في تاريخ الكويت العريق و شعبه ممن آثروا العلم على الجهل و ركوب الصعاب على سلوك الطريق السهل و من آثروا أن ينيروا شمعة مضيئة على أن يعيشوا تحت طغيان الفقر و الشح.

 و ما هذا البحث إلا محاولة متواضعة نابعة من القلب للوقوف على تجربة الإخوة عبدالله , عثمان, محمد و عبدالعزيز في مجال التعليم و الانطلاق منها إلى أفق العمل التربوي و التعليمي. و لأنها تجربة إنسانية في المقام الأول قبل أن تكون تاريخية آثرنا بدورنا أن يلعب الحس الإنساني الدور الأكبر في تسجيل الأحداثو كتابتها طالما لا يتعارض مع الواقع التاريخي , ففي النهاية ما هو التاريخ  إلا قصص لأناس لعبت خياراتهم في الحياة الدور الأكبر في مسيرة الإنسانية  و الأوطان.              

 

 

 

 

عدد الزائرين:

217 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr