طريق السعادة

 

 

بالأمس القريب تشرّفت دار العثمان بتخريج الدفعة السادسة من حفظة القرآن الكريم في دورة المرحوم عبدالله العثمان، وذلك برعاية كريمة من معالي وزير العدل الدكتور فالح العزب، وبحضور السيد براك الشيتان مدير عام الهيئة العامة لشؤون القصّر. وخلال الحفل الجميل ورؤية الأطفال وذويهم، وتجسيد رعاية الدولة للعمل المجتمعي، سرحت ورجعت للوراء. فسنواتٌ مضت على افتتاح الدار، وعدت بالذاكرة إلى حملي كراسة مخططات أولية لفكرةٍ ورؤيةٍ كان من الصعب ترجمتها إلى واقع، مثل الحلم الجميل اللي ما ودك تصحى منه، وليس كأحلام هذي الأيام اللي تخرع وتفزز تالي الليل. لكن بفضل الله سبحانه تحقق الحلم وأضحى حقيقة. فدار العثمان ما هي إلا ترجمة لوصية والدي، وعلى هدي سيرته الخيرية. حينها كنا تحت ضغط الأسرة بضرورة بناء ديوانية تجمع العائلة، لكني استطعت إقناع عائلتي ببناء ديوانية تجمع المجتمع، دارٌ يذكر فيها اسم الله، دارٌ تخدم المجتمع والناشئة، فأضحت الدار شراكة مجتمعية تجسد رؤية نيّرة. فكل عام تخرِّج دار العثمان 100 طالب وطالبة، وهذا البرنامج يعكس الوسطية، التي يحتاجها المجتمع، ويغرس أسس المواطنة، فبكل فخر أقول إن طلبتنا من الكويتيين والعرب، ومن السنة والشيعة. فدار العثمان لا تفرق بين أطياف المجتمع، وتركّز على حفظ القرآن الكريم، واللغة العربية، والخط العربي، ومكارم الأخلاق، فذلك منهاجٌ جامع لا يفرق. كذلك تستضيف الدار أسبوعيّاً العديد من المحاضرات المجتمعية الهادفة، حيث بلغ عدد الحاضرين ما يقارب 5000 مشارك. وبرأيي ستتحقق هذه الرؤية فعلاً، عندما أرى أهل الكويت من أصحاب الدواوين العامرة يخصصون، ولو يوماً واحداً، لأي نشاط مجتمعي يرونه بعيداً عن السياسة والتحزب، نشاط يحفظ الناشئة ويغرس الوطنية والمحبة في قلوبهم، يعني خلونا نطلع شوي من نشاط الديوانية التقليدي، والله شبعنا سياسة واقتصاد، وملينا من لعب الكوت. خلونا نسوي شي غير! فوالله هذا العمل سيغير الكثير من سلوكيات المجتمع إلى الأفضل إن طبق. وبيني وبين نفسي لا يمكن لي أن أذكر الدار من دون تذكر صاحبي، الذي كان يشيع بأن عدنان هدفه يبني ديوانية، وليس داراً للخير، تمنيت يكون موجودا في حفلنا هذا ويرى ما أرى من جمال العمل الخيري، وقمة الرعاية التي توليها لنا الدولة، ويرى فرحة الأطفال والمشاركين بهذا العمل، فأقول له: صدقت يا صاحبي كان هدفي ديوانية، لكن ليست لي ولا لأسرتي، بل ديوانية لأهل الكويت، ديوانية للناشئة ودار للخير.

فكل الشكر والتقدير لمعالي الوزير، وللسيد المدير العام، ولمن حضر وساهم، ولمدير الدار عبدالله العثمان، وصاحبة الفكرة والمشرفة على الدورة طوال تلك السنوات ابنتي إيمان، وأقول لها هذا هو طريق السعادة.

 

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من مايو عام ٢٠١٧ ( الرابط الالكتروني ) 

طريق السعادة Pdf

عدد الزائرين:

373 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr