رمانه

 

 

يزدحم شهر رمضان بالمسلسلات وما تدري شنو تشوف وشنو تخلي، لكن لفت نظري مسلسل «رمانة» للفنانة القديرة حياة الفهد، ولاحظت ابنتي متابعتي للمسلسل، وقالت لي شنو شادك فيه؟ فقلت شدني له بكل صراحة «بحر الشوق لطامي». فضحكت وقالت: شنو هذا؟ قلت لها اسم شخصية بالمسلسل تقوم بدور النصب والاحتيال على عائلة حديثة الثراء. فأجابت: يعني مسلسل فكاهي، قلت لها بالعكس هذا المسلسل مليء بالحكم ويستحق المشاهدة. البنت شدها كلام أبوها وعرفت إن عندي قصة، فقلت أشرك القارئ معانا بالحديث.

فمن تجاربي الشخصية ومن خلال عملي في المصارف مرت علي الكثير من القصص، جسد أبطالها دوري رمانة وبحر الشوق، ولا أبالغ إن قلت إني أستطيع جمعها في مجلد، لكنه مجلد حزين ومؤلم يجسد صراع البسطاء مع من لا يخاف الله، وبحر الشوق موجود في حياتنا، فقد يكون صديقا مقربا أو شقيقا أو زوجة أو حتى ابنا، ومحور الصراع لا يخرج عن المال وصدقوني الي عنده المال عنده مشكلة. وحتى أخرج عن الفلسفة شوي، سأضرب مثلا من تجاربي الشخصية. فلدى بلوغي سن الرشد وحال تسلمي إرثي من دائرة الأيتام، فإذ بأحد الموظفين يقول لي إنّ من ضمن أموالك أرباح ربوية عليك أن تتخلص منها، فاستغربت الأمر وقلت له هذي جهة حكومية، فقال لي: أقدر أحسب لك المبلغ وتحول الجزء الربوي إلى إحدى الجمعيات. فسألت رحمة الله عليه الشيخ علي الجسار فضحك وقال: هذي أموالك ولا حد يضحك عليك. ولدى عملي بوزارة النفط تعرفت هناك على شخصية حاصلة على شهادة الدكتوراه بالنفط، وعزمني على ديوانيتهم، وبعد فترة عرض علي مشروعا، وشنو المشروع؟ بيشتري حفارة نفط مستعملة من الكاريبي حتى ينقبون عن النفط في الأردن. الصراحة ضحكت وقلت له: وكم حصتي؟ قال: لا ما نحتاج راسمال منك، بس نبيك تكفلنا عند البنك. فأجبته: وإذا ما طلع لكم نفط بالأردن مين يدفع للبنك؟

ولف ودار بحر الشوق وبعدها بطل يكلمني. والقصد إنّ أكثر من يتعرض لمحاولات النصب هم الورثة والقصر منهم عند بلوغهم سن الرشد ومن باب التجربة فإن هذا العمر لا يعكس الرشد عند كثير من الشباب. والمقصد بالرشد هنا القدرة على إدارة أمواله فذلك يتطلب الخبرة.

ونصيحتي لهؤلاء الشباب إن ورثت مالا فضعه بعقار أو وديعة والتحق بعمل إلى حين بلوغك الثلاثين من العمر وابنِ مستقبلك بذراعك وليس بمال والدك، ولا تشارك أحدا ولا تكفل أحدا ولا تقرض ولا تقترض، وتذكر المقولة اللي تقول: اللي طمع طبع. ودير بالك من بحر الشوق.

وأقول للفنانة القديرة حياة الفهد استمتعنا بفنك الراقي وعيدك مبارك.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر السبت الرابع والعشرين من يونيو ٢٠١٧  ( الرابط الالكتروني ) 

رمانه Pdf

عدد الزائرين:

522 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr