المرقاب ٤٧

 

 

 

ليلة نشر القبس لمقالي «مليوصة يا تجارة»، المتعلق بموضوع ما يسمى برخص الأنشطة المنزلية، وصلتني رسالة الساعة الواحدة ليلاً من رقم لا أعرفه، لكن مبيّن كشخة، ويطلب صاحبه، وبكل أدب، إذا أنا صاحي ودّه يكلمني. الصراحة لم ألاحظ الرسالة إلا ثاني يوم ورديت بحياك الله أي وقت. المهم عاد واتصل علي صاحب الرقم، وطلع الوزير الشاب الخلوق خالد الروضان، وكان وده يشرح وجهة نظره اتجاه هذا الموضوع، اللي أقدر أقول عنه زين وشين. فزين كونه برنامجا طموحا وجميلا، وشين كونه يتيم الأبوين. فمن جهة، البعض من المواطنين راح يعفسون الدنيا ويحولون مناطقنا إلى ورش ودكاكين، ومن جهة أخرى ضعف الجهاز الرقابي. وغير هذا، فالبلدية، ومعها هذه المرة مؤسسة الرعاية السكنية، ما هم فاضين حق هذي الشغلة، فقد تركوا مهامهم ومسؤولياتهم، وقرر معظمهم يصيرون تجار عقارات، فمثل ما قرأنا في الصحف يبون يبنون مركزا ماليا، ويوفرون موارد مالية  لدعم مشاريع مؤسسة الرعاية السكنية. وخلوني ألخص ما فهمت من طلاسم ما نشر.

فمنطقة المرقاب47، وهو الاسم الشائع لها، كانت قد ثمّنت من قبل الدولة منذ عقود، ودار الكثير من الجدل داخل الحكومة حول كيفية استغلالها، فمرة مركزا ماليا، وبعدين غيروا رأيهم، وقالوا نسكن الكويتيين داخل المدينة. وفعلاً حولت كامل المنطقة إلى مؤسسة الرعاية السكنية، وطبعاً من بعد تجارب السكن العمودي في الصوابر لم تلق تلك الفكرة إقبالاً، وأعتقد أن على مؤسسة الرعاية إعادة الأرض إلى وزارة المالية لانتفاء الحاجة، لكن الظاهر الجماعة تحسفوا عليها وطلعوا بمشروع إنشاء مركز تجاري سكني راق، عوائده تدعم أنشطة المؤسسة. زين المؤسسة رواتب موظفيها ومكاتبهم وكل مشاريع الإسكان من ميزانية الحكومة، إذاً إيرادات المرقاب بأي ميزانية تدخل؟ وإذا هذي السالفة، فوزارة المالية عندها آلاف القسائم داخل المدينة، فهل ستبني عمارات وتؤجر هي الأخرى لدعم ميزانية الدولة؟ وفوق هذا يا بلدية كم مركزا ماليا بتسوون بهذي الديرة؟! وما ستكون علاقة وتناغم هذا المشروع مع مدينة الحرير؟ ومن سيؤجر هذا الكم الهائل من الوحدات السكنية والتجارية؟ هل المزيد من العمالة الأجنبية مثلا؟ ووينكم من وزارة الشؤون اللي تبي تعدل التركيبة السكانية؟ وهل فكرتوا بالقطاع الخاص المترنح أصلاً من فعايل بعض موظفيكم وقوانينكم؟

تيهان عظيم ما ينعرف أوله من آخره! ولذا أقول لوزير التجارة، قبل تطبيق مشروعك اليتيم، شوف زميليك وزير البلدية ووزير الإسكان إذا ودهم يتبنونه، واطرح عليهم فكرة تحويل منطقة المرقاب إلى حاضنة أعمال متكاملة لرعاية ودعم الشباب الكويتي عصب الاقتصاد ومستقبل الوطن، بدل من شغل الشريطية المأخوذ خيره.

.. ومشكور بوناصر على اتصالك واهتمامك بالرأي الآخر.

 

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الثامن عشر من يوليو ٢٠١٧ ( الرابط الالكتروني)

المرقاب ٤٧ Pdf

عدد الزائرين:

292 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr