عودة الشيتان.. ونصيحة لبوخالد

                                                              essay image

في بادئ الأمر أتكلم عن عودة صاحب اليد البيضاء والسريرة الصافية الأخ والصديق براك الشيتان إلى أركان الوزارة، وبوعلي شهادتي به مجروحة، ولكن لا أستطيع إلا أن أتكلم عنه، فقد تعاملت معه عن قرب إبان عمله مديراً عاماً للهيئة العامة لشؤون القُصَّر، رجلٌ حازم وعادلٌ ذو نظرةٍ ثاقبة ومفاوضٌ من الدرجة الأولى وكما يُقال يعرف الرجال بسيماهم، وفي أصعب المراحل تَسلمَ منصب وزارة المالية وكان صداً منيعاً لكل أنواع التَّسيُّب والفساد وخرج من الوزارة بتأييدٍ شعبيٍّ غير مسبوق، وأنا وكُثر مثلي سعداء بعودة هذا الرجل إلى الوزارة، وأقول لمعالي سمو رئيس مجلس الوزراء: لقد وفقتَ باختيارك لهذا الرجل ووفقتَ بتكليفهِ رئاسة اللجنة التنسيقية بين الحكومة ومجلس الأُمة، تلك اللجنة التي أراها أشبه بالمفتاح الذّهبي لقفل معضلة التعاون مع مجلس الأُمة، وإذا هذا المفتاح ما فاد فمعناه قفلنا مصدي وما يفيد معه لا مفتاح ذهب ولا حتى من تنك، وحله الوحيد ينكسر وينقط ببحر كما يُقال، وكُلي وكل أهل الكويت أملٌ من مجلس الأمة بأن يفتح باب التعاون مع تلك الحكومة وليترك البعض عنهم اللغوة اللي ما منها فائدة، ويطولون بالهم على الوزراء الجُدد فمنهم من هو جديد على العمل البرلمانيّ وكذلك الحكوميّ، فهم فنيون أصحابُ اختصاص ويحتاجون شوية وقت للتأقلم وفهم آليات العمل، فيرحم والديكم لا تدودهونهم وخلوهم يشتغلون؛ وبرجع إلى بوخالد معالي وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد وأقول له: إذا كان الشيتان حمل مفتاح التعاون فأنت تحملُ مفتاح الإصلاح الحقيقيّ في وزارة الداخلية، وتوليك شؤونها يعدّ إيذاناً لمرحلةٍ جديدةٍ بالضبط والرَّبط وتطبيق القانون، وبشهادة أهل الكويت فقد قُمت بعملٍ موفق خلال الفترة القصيرة السابقة، وإذا تسمح لي أن أقدم لك نصيحة من القلب، فرأس الفساد في هذا الوطن هم «مزورو الجنسية» فلا يُمكن أن يكون لدينا وطنٌ فيه هذا الكمِّ من مزوري الجنسية، مزورون يشاركون المواطن ظُلماً بوطنه، وقد يتقلدون مناصب قياديّة ويشاركون بصنعِ القرار، وقد يتناسبون مع عائلاتٍ كويتية لا تعلم حقيقتهم وصوتهم قد يُوصّل من لا يستحق إلى البرلمان، لا وقد تجد منهم من يُمثل الأُمَّة واحنا ماندري! ولِمَ لا فهو يَحملُ الجنسيّة الكويتيّة التي أنت تحملها وأنا أحملها، يعني بواقع الأمر حالهم حالنا فلا  خطر ولا شر أخطر وأشر منهم، إن تركتهم يتكاثرون ويتغلغلون أكثر في مفاصل الدولة، فخلال عقدين من الزمن صدّقني لن نجد وطناً لنا ولأبنائنا، أما وسط الفساد فهم «تجار الإقامات»، فكلّ العمالة السّائبة وكذلك المخالفة لقوانين الإقامة تلاقي وراهم شركة أو مواطن، ولا تستغرب حتى بعض الأوروبيين يدخلون الكويت بكروت زيارة تجارية ويزاولون العمل وكل ثلاثة أشهر يغادرون للخليج ويعودون للعمل وهكذا، وبعد ما يعرفون السالفة شلون ماشية كل واحد فيهم يدور له على إقامة سواء عن معرفة أو بمقابل ويصير يشتغل على حسابه، فللأسف البعض يخالف القانون والبعض يتحايل عليه، عزيزي بوخالد هذا الأمر ما هو بسرّ والكل يعرفه وحله عندك وعند وزير الشؤون، والموضوع يحتاج دراسة وتنظيماً وبلا ضررٍ ولا ضرار كما يُقال، وأخيراً أتطرق لملف الجنسية والهوية الوطنية، فمن الواضح أن هناك تياراً قوياً في هذا المجلس يدعم ويحارب من أجل فتح باب التجنيس، ويعتبرونه من أهم أولوياتهم قبل الصحة وقبل التعليم وقبل أي شيء ثان، وأعتقد هذا الموضوع حله سهل جداً الاآن ويَكمُن بإغلاق ملف البدون، وذلك بتجنيس من يستحق منهم حسب كشوفات وتوصيات الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورةٍ غير قانونيّة، ومن ينطبق عليهم القانون من أبناء الكويتيات، وبعدها خلاص يغلق باب التجنيس وإلى الأبد وتحل محلهُ الإقامة الدائمة وما تحمل من مميزاتٍ مالية وإنسانية والي ما يعجبه منهم يتوكل على الله ويرجع ديرته وهذا ما هو بغلط ولاعيب، ولكن بالمستقبل سوف يكون الحل اصعب بمثل ذلك التيار المتنامي في مجلس الأمة وما قد ينتج من البعض من تصرفات لا تحمد عقباها، وكما كنتُ قد أسلفت ترى أهل الكويت عينهم عليك لحل هذه الملفات المعلقة، ومتأملين الكثير منك.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الخامس والعشرون من أكتوبر 2022 (الرابط الإلكتروني)

عودة الشيتان.. ونصيحة لبوخالد PDF

عدد الزائرين:

176 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr