طباعة
الزيارات: 23735

 

تنحدر عائلة المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان من آل عثمان في منطقة الإحساء و التي تعود أصولهم فيها إلى العماير من بني خالد. و رغم انتمائها القبلي في الأصول إلا أن عائلة آل عثمان اعتنقت الحياة المدنية و التحضر منذ ما يزيد عن الثلاثمئة عام و هو الواضح من اعتماد أبنائها على التجارة و المهن الشريفة و بعدها عن الصراعات القبلية . و لطالما عرف آل العثمان بكونهم عائلة علم و دين اتبع فيها شيوخهم المذهب المالكي في علمهم  و لطالما عرفت منطقة الإحساء بأنها حاضرة العلم في منطقة الجزيرة العربية التي تتلمذ على يد علمائها الأجلاء خيرة المربين و المعلمين و شيوخ الدين في الكويت و باقي مناطق الخليج العربي. , كما و تعرف عائلة آل عثمان  بتجذر العمل الوقفي و الخيري على مر أجيالها من خلال أوقافها . و رغم تمدن العائلة فإن لها من السجلات التي تحفظ نسبها لمئات السنين و منها وثيقة تاريخ أسرة آل عثمان المدونة عام 1941 من أرشيف المرحوم عبداللطيف عبدالله العثمان , والد المحسن الكبيرالمرحوم عبدالله العثمان . وفقاً للوثيقة فإن عميد عائلة العثمان في الإحساء محمد بن عثمان انتقل بأهله من السياسب مع بداية القرن السابع عشر ميلادي إلى محلة آل عيون و ذلك حفاظاً على أمن و حياة عائلته و ابنه أحمد بعد فقدانه لابنه الأكبر عثمان في أحد صراعات بني خالد المتكررة في المنطقة . و قد  نشأ الشيخ أحمد بن عثمان في بيئة دينية تربوية ليصبح بعدها أحد شيوخ المذهب المالكي في المنطقة .

توفي الشيخ أحمد عن إبنه عثمان و الذي بدوره توفي مبكراً تاركاً أملاكاً و نخيل لابنه الوحيد أحمد الذي تربى عند أخواله .  و رزق الله أحمد كلاً من عثمان و محمد . أما محمد فقد أنجب خمسة أولاد إلا أنه قتل على يد العجمان , ليشارك بعدها إبنه أحمد في معركة كنزان إلى جانب جيش بني سعود عام 1915م  و التي نتج عنها انضمام منطقة الإحساء تحت راية الملك عبدالعزيز آل سعود بعد انتصار جيشه فيها على العجمان و التي مهدت إلى توحيد المملكة العربية السعودية .  أما أحمد فقد رزقه الله أربعة أولاد هم عبدالعزيز و عثمان و محمد و صالح .

أما الإبن الآخر عثمان , مؤسس عائلة العثمان في الكويت , فقد سعى في تجارته التي أسس لها مع البدو بيعاً و شراءً ليتوسع في تجارته حتى وصلت الكويت و البحرين . هذا التوسع في التجارة توازى معه توسع عائلة العثمان خارج منطقة الإحساء. فقد قدم عثمان إلى الكويت حوالي عام 1840 حيث أسس عائلته مع زوجته المرحومة شريفة بنت صياح فأنجب منها عبدالله و يوسف و فاطمة و لولوة . و وفقاً لوثيقة الوقف العدسانية الأقدم في أرشيف عائلة العثمان في الكويت و المؤرخة 3 صفر 1287 هـ الموافق 4 مايو عام 1870م  فقد باع عثمان بن أحمد العثمان نصف بيته في الكويت  لزوجته التي أوقفته بدورها على إبنها عبدالله . و في البحرين تزوج عثمان و أنجب من زوجته ولداً أسماه علي , إلان أن علي مات غرقاً أثناء رحلة غوص سنة الطبعة عام 1923م في مغاص الديبل و توفي معه ابنه عثمان و زوج ابنته خليفة و كلاهما بلا أولاد, فانقطعت بذلك المصاب ذرية آل عثمان في البحرين .

و قد كان للمرحوم أيضاً زوجة في الإحساء و له منها إبنه أحمد الذي عرف بالمنطقة بدينه و تقواه , وقبل وفاته ترك أحمد لإبنه عثمان وقفاً من نخيل لله سبحانه و تعالى لا يزال يدار من قبل أبنائه و ذريتهم  في الإحساء حتى يومنا هذا .

في الكويت أنجب عبدالله بن عثمان إبنه عبداللطيف. و قد امتهن عبداللطيف التجارة , و وفقاً لسجلات المرحوم عبداللطيف المحاسبية فقد تشارك في تجارة الجلود و العقار مع تركي بن رشيد البداح , و كانت له تجارته مع البدو بيعاً و شراءً مع شريكه و ابن عمه في الإحساء عثمان بن أحمد العثمان , و كذلك كانت له وكالة عن الأمير تركي بن سديري لإدارة عقاره في الكويت . و عرف المرحوم عبداللطيف بأمانته و التي يدل عليها سجل الأمانات التي تركها لديه الناس ثقةً به و بمكارم أخلاقه , فائتمنه الناس على مالهم و كذلك أبنائهم في حال الوفاة و الذي يتبين لنا من كفالته لعمرة بنت الجواسر منذ تيتمت و هي طفلة و حتى ما بعد زواجها . و كان للمرحوم  عبداللطيف نصيب من تجارة الغوص على اللؤلؤ عام 1926  فكانت له شوعي يمتلكها و يخرج بها في موسمي الردة  و الرديدة حسب السجلات المحاسبية الخاصة به رحمه الله . و قد تزوج المرحوم عبداللطيف كلاً من :

·        المرحومة منيرة حماد العميري والدة عبدالله و عبدالعزيز و موضي و طرابة

·        المرحومة حصة محمد الحبشي والدة سارة و شيخة

·        المرحومة فاطمة عبدالله القصيبي والدة كل من عثمان و محمد و لطيفة

و نحن ان شاء الله بصدد دراسة أرشيف عائلة العثمان و تحليل سجلاتها ضمن الإطار التاريخي لدولة الكويت و تطورها الاجتماعي و الاقتصادي و القانوني ضمن إصدارات مفصلة تفي جدودنا من أبناء الكويت حقهم في تدوين كفاحهم في سبيل بناء وطن مزدهر ضمن أقل الإمكانيات و أصعب الظروف الممكنة.