عاش الأمير
حالنا حال بقية المواطنين ابتهجنا بخطاب صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وأعتقد أن الكل كان يتوقع أن يكون الخطاب ذا علاقة بأعضاء مجلس الأمة المنحل، وبعد سماع ذلك الخطاب الكافي والوافي وإعلان حلّ المجلس وتعليقه لمدة أربع سنوات، شخصياً ومن دون شعور وقفت وأخذت بالتصفيق ولحقني جميع الحاضرين، حركة لا شعورية وإن عكست فإنها تعكس مدى القلق والغضب والإحباط والخوف على مستقبل هذا الوطن الذي ينتاب جلّ أهل الكويت، فمجلس ٢٠٢٤ والذي سبقه هما الأسوأ والأخطر على كيان الدولة، إذ حمل بين أضلاعه البعض من مراهقي السياسة وآخرين ممن لهم أجندة الحكومة الشعبية وحكم الأحزاب والقفز بالوطن الى المجهول، ومنهم من يتلوى ويتلون وينتظر أن ينقض لمصلحة الجماعات التي يمثلها ومنهم من أصحاب المثل «من صادها عشى عياله» ويكمل عليهم أصحاب المثل اللي يقول «كل محترجه حلال»، وما بين هؤلاء ناس شرفاء ويخافون على وطنهم ولكن بخضم تلك الجموع النهمة ما يقدرون يسوون شي، فأضحى ذلك المجلس خطراً محدقاً على مستقبل البلد وكذلك الحريات، ولا حد يستغرب كلامي فكل القوانين التي تضيّق على الحريات صدرت من تلك المجالس، فالحكومة تطبق القانون الصادر من المجلس، فهم ممن يقولون ما لا يفعلون، وفي الآونة الأخيرة بدأنا نسمع مفردات ما تعودنا عليها، مثل المفردات ذات الطابع الثوري اللي نسمع مثلها في بعض الدول، وتعدى الأمر وأصبح الشريف المخلص والوطني صكوكا عند بعض الأعضاء اللي يعجبهم عطوة اللقب واللي ما يعجبهم وصموه بأسوأ المفردات، فهذا شي ما تعودنا عليه ولا تربينا عليه، هذا عدا عن ابتزاز الحكومة والتهديد بالاستجوابات إن لم ترضخ لمطالب بعضهم المجحفة والتي لا تخلو من الفساد من علاج بالخارج لمن لا يستحق والتعيينات والنقل والندب لربعهم ومفاتيحهم الانتخابية وأحياناً تصل إلى السعي لتجنيس ممن لا يستحق، وقد سبق أن تطرقت بمقالات سابقة لتلك الممارسات، فأي ديموقراطية هم يتكلمون عنها؟ فقد أضاع أغلبهم الجمل بما حمل وعاثوا بالأرض فساداً كما يُقال، وطبعاً المجلس ليس هو فقط ممن حاد عن جاده الصواب، بل كذلك بعض تصرفات الحكومات السابقة، وما ودي أتكلم أكثر. وأعتقد خطاب صاحب السمو قد وضع النقاط على الحروف، ونصيحة من بعد تهنئة لرئيس وأعضاء الحكومة الجديدة الآن مُهدت الطريق لكم ومُنحتم كل الثقة من أمير البلاد -حفظه الله- وما عندكم أي حجة تُقبل عن اي تقصير، وعليكم بالعمل الجاد الصادق وصدقوني راح تلاقون جل اهل الكويت معاكم داعمين، فلأميرنا كل السمع والطاعة ولحكومتنا الرشيدة كل التوفيق، ولا يسعني أن أختم إلا بكلمات لطالما أعجبتني وما أعرف من كاتبها ولكن غنيت بصوت المرحوم صالح الحريبي في أواخر السبعينيات وتقول:
عاش الأمير المفتدى وكلنا
وكلنا له فدا عاش الأمير
ويحفظ الله الكويت وشعبها
وشعبها طول المدى عاش الأمير.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الواحد والعشرون من مايو 2024 (الرابط الإلكتروني).
عاش الأمير - PDF