مركز إسعاف العثمان
لطالما شكل العمل الخيري والمسؤولية المجتمعية ركيزتين أساسيتين في بناء المجتمعات المتماسكة والمستدامة، حيث تتجاوز هذه المفاهيم مجرد الإحسان العابر إلى المنظومة المتكاملة التي تسعى دوماً لتحقيق التنمية الشاملة، وبالتمحص قليلاً بالقراءة حول مفهوم المسؤولية المجتمعية في كل التخصصات، نلاحظ أن المسؤولية المجتمعية، إنما هي آلية أساسية لتحقيق التنمية، من خلال تكاتف وتوظيف جهود الكل من أجل مصلحة المجتمع، وقد شكّل نظام الوقف منذ القدم نموذجاً رائداً في تجسيد هذه المفاهيم عبر التاريخ، وذلك بشمولية أنشطته مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وفي عصرنا الحديث يزخر المجتمع بنماذج وقفية مؤثرة تعمل على إحياء هذا الدور التنموي وتطويره، بكل ما أُتيح لها من إمكانيات مادية ومعنوية، ومن ضمنها ثلث المرحوم عبدالله العثمان، والذي يحمل على عاتقه مسؤولية المساهمة الفاعلة في بناء مجتمع متماسك ومستدام، انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن العمل الخيري ليس مجرد مساعدات عابرة ومؤقتة، بل منظومة شاملة تهدف لإحداث تغييراتٍ إيجابيةٍ ومستدامة على صعيد الفرد والمجتمع، واليوم، ولله الحمد فقد وفقنا الله تعالى لخطو خطوةٍ مهمة في مجال دعم الخدمات الصحية الطارئة من خلال المساهمة في إنشاء «مركز إسعاف العثمان» في مركز العثمان التجاري في حولي، وقد أتى هذا المشروع كثمرة للتعاون البنّاء بين ثلث العثمان ووزارة الصحة، وقد كان الافتتاح برعاية وحضور معالي وزير الصحة الدكتور أحمد عبدالوهاب العوضي وبحضور سعادة محافظ حولي السيد علي سالم الأصفر، وبحضور المهندسة دلال النوري مدير عام الهيئة العامة لشؤون القُصَّر بالإنابة، وأعضاء لجنة أوصياء ثلث المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان، وذلك في خطوةٍ مهمة نحو تعزيز وتطوير خدمات الطوارئ الطبية في الكويت وزيادة عدد مراكز الإسعاف وذلك لضمان سرعة الاستجابة للحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، وقد أتى دعم الثلث لهذا المشروع من خلال التبرع بالموقع المخصص له في مركز العثمان التجاري، ولم يقتصر دعم الثلث على تقديم الموقع فحسب، بل امتد ليشمل تجهيز المركز وفق أعلى المعايير من حيث التصميم الداخلي والأثاث الملائم لاحتياجات إدارة الطوارئ، حيث تم تطوير وتجهيز مواقف لسيارات الإسعاف والمسعفين وتجهيزها بمظلات حديثة مزودة بإضاءة ونقاط كهرباء تلبي احتياجات شحن الأجهزة المستخدمة داخل سيارات الإسعاف، وعلى الصعيد الداخلي للمركز فقد تم العمل على إعادة تقسيم الجزء المُخصص للمشروع وفقاً لاحتياجات فرق الطوارئ الطبية، حيث شمل ذلك إنشاء مخزن لتخزين المعدات والأدوات ومكاتب خاصة للفريق الطبي، مجهزة بكل المرافق اللازمة والضرورية، ولا بُدَّ من الإشارة إلى ان اختيار الموقع تم بعناية ودقة نظراً لعدة اعتبارات استراتيجية ودقيقة، حيث يمثل المركز الوحيد من نوعه في منطقة حولي ذات الكثافة السكانية العالية، ويمتد نطاق خدماته ليشمل عدة مناطق رئيسية ومهمة كمنطقة حولي وميدان حولي، مع توفير الدعم والمساندة لمناطق القادسية والدعية والشعب المجاورة، وبقدرته على تغطية نحو %20 من إجمالي الحالات الطارئة في محافظة حولي، مما يضمن حصول سكان هذه المناطق وغيرها على خدمات الإسعاف الضرورية بسرعة وكفاءة عالية، فبمثل هذه المبادرة النوعية يُحقق ثلث المرحوم عبدالله العثمان دوره في ترسيخ نموذج المسؤولية المجتمعية الحقيقية التي تتجاوز الإطار النظري إلى الممارسة العملية كل الشكر والتقدير لمعالي وزير الصحة الدكتور احمد العوضي ولمعالي محافظ حولي الاخ الصديق علي الاصفر والشكر موصول الي المهندسه دلال النوري مدير عام الهيئة العامة لشؤون القصر بالتكليف والى كل من ساهم بتنفيذ هذا الانجاز سواء من وزاره الصحة او القائمين علي ادارة ثلث العثمان. واختم واقول لو انقذ هذا المركز حياة انسان واحد فسنكون قد حققنا الهدف المرجو، والكويت دائماً وأبدا تستاهل!
وتسلمون.
جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الخامس عشر من أبريل 2025 (الرابط الإلكتروني).
مركز إسعاف العثمان - PDF