بوصباح

 

 

 

احتفلت الكويت يوم الثلاثاء في الثامن من ديسمبر عام 2015 بافتتاح متاحف جديدة من منظومة متاحف بيت العثمان، المنزل الذي وُلدت فيه وقضيت فيه سني الطفولة بين أسواره المرتفعة وأحواشه التي كان يصعب علينا عدّها. فمساحة بيت العثمان عشرة آلاف متر مربع تقريباً، ويتضمن عدة منازل تنوعت العمارة فيها حسب تواريخ بنائها الذي ابتدأ مع نهاية الأربعينات. والبيت ليس موضوعنا اليوم، إذ سنعود إليه في مقالات لاحقة.

موضوعنا اليوم هو تلك الرعاية الخاصة التي أولاها صاحب السمو الشيخ ناصر المحمد الصباح لهذا المشروع منذ أن كان فكرةً إلى أن شرّفنا برعايته وحضوره الافتتاح الجديد لهذا المعلم الوطني، وقيامه بتكريم العائلات التي ساهمت في دعم المتحف، سواءً مالياً أو بالمقتنيات الأثرية، وكذلك تكريم أعضاء الفريق القائم على هذا المتحف من متطوعي الوطن. موقف جميل من شيخ التواضع والمحبة والتسامح بوصباح، يرمز لعلاقة الأسرة الكريمة مع شعبها الأبي ذات الطابع الفريد لا في دول الخليج والوطن العربي فحسب، بل في العالم بأسره. من حضر الحفل يعي ما رأيناه من المحبة الأبوية بين الحاكم والمحكوم دون حراسة في رابطٍ نُحسدُ عليه. هذا الأمر ليس فقط مع بوصباح، بل هو ديدن الأسرة الكريمة. فقد سبق ان شرَّفنا صاحبا السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين حفظهما الله برعايته السامية وحضورهما افتتاح المتحف في حفل شعبي جميل التقى فيه الأمير بأبنائه بكل محبة وتواضع. 

تلك العلاقة الوثيقة يجب علينا أن نذكرها في التاريخ للأجيال القادمة للتمسك بها، فهي عماد نشأة وطننا الكويت وازدهار بلدنا منذ قيامه. وعلى القائم على المناهج الدراسية خصوصاً في المدارس الأجنبية غرس تلك العلاقة وأسسها في قلوب الناشئة قبل عقولهم، لأن، وللاسف، في تلك المدارس يتعلم أبناؤنا عن غزوات ريتشارد قلب الأسد الانكليزي أكثر مما يتعلمون عن غزو صدام وزبانيته للكويت! 

ولذا فإن تعزيز الثقافة الوطنية والمواطنة والابتعاد عن التطرف الديني وقبول الرأي والرأي الآخر، كل هذا يجب أن نغرسه في قلوب وعقول الناشئة من خلال المدرسة والأسرة والجامع والحسينية ومؤسسات المجتمع المدني، هذا إن أردنا أن يكون لنا ولهم وطن.

وكلمة حق تقال من كاتب ليس له في السياسة من دروب، بان صاحب السمو الشيخ بوصباح هو الأكثر تقبلاً للنقد والأكثر تسامحاً مع خصومه مما زاد من قدره الكبير أصلاً في قلوب أهل الكويت. 

هنا أُنهي وأقول شرفتنا برعايتك وبحضورك بوصباح.. وشكراً جزيلاً باسمي واسم عائلة العثمان على تكريمك لنا.

 

 

عدنان عبدالله العثمان

 

المصدر: جريدة القبس ٣١ ديسمبر ٢٠١٥ (الرابط الالكتروني) 

 

بوصباح Pdf