من لا يشكر

 

 

 

أجل، من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وللأسف في الكويت صار عندنا طبع اسمه التحلطم والتبرطم، وما عاد مجتمعنا يبصر الجزء المملوء من الكأس، وهذا كله ناتج وبفضل الله من النعمة التي نعيش فيها، وهذا لا يعني أنه لا توجد لدينا نواقص يجب تقويمها، وآفات فساد يجب القضاء عليها، لكن في خضم هذا وذاك لدينا إنجاز على الأرض، ولدينا رجال يعملون. والحاصل إننا ننسى أحياناً أن نقول شكراً لمن يعمل ويتفانى في عمله، وما نشوف انتاجيته بقدر ما نشوف أخطاءه. وعلى فكرة فمن لا يخطئ هو في الواقع من لا يعمل! فلا نهوض للدولة ولا نهوض للتجارة ما لم يكن هناك من يعمل ويخطئ ويصحّح ويتعلم من أخطائه. وهذا الكلام بالتأكيد ليس موجهاً للحرامية والنصابين والمغامرين من دون دراية، فأنا أتكلم عن الناس الأوادم والمخلصين. وعوداً الى موضوعي اليوم، فقد جاءني اتصال من الأخ العزيز أنور الرفاعي، نائب رئيس لجنة العمل التطوعي، يدعوني وأسرتي إلى حضور حفل، بحضور ورعاية وزير العدل الدكتور فهد العفاسي، وذلك لتكريم الشركاء الاستراتيجيين لمتحف بيت العثمان، وكنت بغاية السرور وأنا أرى كوكبة من القياديين، رجال من بيت الزكاة وشؤون القصّر وأمانة الأوقاف والخطوط الكويتية والرياضة والشباب وغيرهم من أبناء الكويت، ممن لهم دور في دعم العمل التطوعي في هذا الوطن، يتلقون التكريم من معالي وزير العدل والشيخة أمثال الصباح رئيسة لجنة العمل التطوعي. كانت مبادرة جداً جميلة من قبل معالي الوزير، وأنا متأكد أنها تركت أثراً كبيراً في نفوسهم، وكذلك مؤسساتهم التي يديرونها. فكما أسلفت كلهم يعانون ويومياً من التحلطم، ومن البعض اللي ما هم راضيين يشوفون أي شيء مشرق في عملهم، وهذا شيء ما هو طيب، ويضر ما يفيد. ومع الوقت لا أحد سيعمل وينتج وسوف نخلق طبقة تقول «مو شغلي»، وغيرهم يقول «من حرك بلش»، فتقف عجلة التنمية من دون أن نعلم لماذا. وأدعو في هذا المقام الاخوة الأفاضل نواب الأمة، وكذلك حكومتنا الرشيدة، الى الانتباه إلى هذا الأمر وقول «شكراً» لمن يستحق، بالقدر الذي يجب أن نقول فيه «اقضب الباب» لمن لا يستحق.

ودوري هنا أن أقول لمعالي الوزير: «مشكور وما قصرت»، وإلى الشيخة أمثال: الباج (الهوية) والذي يمثل تكريمك لي بالرئاسة الفخرية لفريق الموروث الكويتي سيظل دائماً وأبداً وساماً أفتخر وأفاخر به. وإلى السيد أنور الرفاعي أقول: أمامك درب طويل للحفاظ على الموروث الكويتي، وانت قدها وقدود. ولا أنسى جناحي العمل الخيري لثلث المرحوم الوالد، عائلة العثمان والهيئة العامة لشؤون القصّر، جزاكم الله خيرا.

ولوالدي رحمك الله، نحن على ما أوصيتنا باقون.

وتسلمون.

 

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء السابع والعشرين من شهر فبراير عام ٢٠١٨ (الرابط الالكتروني)

من لا يشكر Pdf

عدد الزائرين:

105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr