أخلاق يوك

 

في رحلتي إلى اسطنبول خلال عيد الأضحى، أخذنا هذه المرة «الطيارة» الكويتية، التي تطورت بالفعل إلى الأفضل. وصلنا بالوقت، وكنت طالبا كرسيا متحركا لأحد مرافقي، وخلوني أقول لكم شنو صار. موظفو الحركة الأتراك جمعوا كل الركاب طالبي الكراسي المتحركة مع عائلاتهم، واتضح وجود مخرج قريب مخصص لكبار السن، وطبعاً هذا شيء جيد، لكن لما وصلنا عند ضابط الجوازات سمعنا صراخه واصل آخر المطار. ما حدث أن مواطناً خليجياً مع والدته المسنة على كرسي متحرك، ومعه زوجته وأربعة أطفال واقف أمامه، وها يصارخ عليه والمسكين ماسك جوازاته ومو عارف شالسالفة. فتكلم معه أحد العمال من يتحدث القليل من العربية، وقال له فقط الجالس على الكرسي ومرافق واحد يدخلان من هذا المنفذ. أما البقية، فتتوجه إلى المنفذ العام، ما أطول عليكم دخلت والدته وبرفقتها زوجته، وذهب مع الأطفال إلى المنفذ العام. والضابط لم يكتف بصراخه عليه وصار يصرخ على بقيه الركاب، ولا أفهم منه غير «يله يله». وقلت مو مشكلة نروح المنفذ العام، ولا نحتك معه، ولكن موظف الحركة إلى ماسك الكرسي رفض، والظاهر ما مسموح له ذلك. المهم أخذ منا الجوازات وختمها و«حذفها» بطريقة غير لائقة.. والغريب أنه أدخلنا كلنا وما اعترض على عددنا، زين هالمسكين مع أطفاله ليش تسلط عليه؟ ما أدري! وهناك خطر على بالي مقال للأخ العزيز علي البغلي، تحت عنوان «مطار الكويت ــ المأساة مستمرة»، التي ينقل فيها تجربة أحد الدكاترة الأجانب مع مطار الكويت، وشلون الشرطي يصرخ على العالم، ولي رجاء من أستاذي علي أن ينقل له تجربتي مع ضابط جوازات اسطنبول، ويبلغه أيضاً إحدى تجاربي مع مطار هيثرو اللي قاعد يمدحه، كل ما نوصل عند ضابط الجوازات بعد انتظار يطول احيانا الى ساعات يسألنا ليش جايين بريطانيا، والجواب المعتاد سياحة، وخذ من بعضهم «النفسية بالتعامل»، وكأنك جاي تشحذ منهم. لكن صاحبنا هذي المرة مصخها حيل «وهو من أصول آسيوية» وسألني: أعطني تفصيل زيارتك؟ قلت له وبستغراب «معاي أحفادي وبدور معاهم». سألني «بالضبط وين بتوديهم؟»، قلت «حدايق ،ام اند ام نشتري كاكاو، ونروح سليفريجدز نتسوق». فسأل وبكل جلافة «وأنت؟»، قلت له ومع ابتسامة عريضة لا تخلو من التهكم «أقعد بالهايد بارك أقرأ كتاب وأطالع الرايح والجاي»، ما عجبه ردي، وأخذ يتحقق من تذاكر العودة، وطبعا هذا حقه، ولكن ختم الجواز و«حذفه» بطريقة غير لائقة هذا ليس من حقه! والسؤال: العائلة الآسيوية إلى كانت امامنا ليش خلصهم بدقائق؟ عزيزي علي، ما أرمي إليه أن المنافذ والناس العاملين عليها أنت وحظك، وما ذكره صاحبك الدكتور ترى يحصل بكل مطارات العالم وفيه ناس على قولة الاتراك «أخلاق يوك». ولكن، للاسف الكويت المسكينة عند البعض «عومة مأكولة ومذمومة»، وكلمة حق، هذا المطار الضيق العتيق خلال اسبوع خرج وعاد منه نصف مليون مسافر، ومع كل السلبيات خلونا نقول هذي المرة للعاملين به الله يعطيكم العافية، وكلي أمل حال افتتاح القاعات الجديدة أن نرى خدمة افضل وابتسامة كويتية جميلة ترفع اسم هذا الوطن وتمسح له هموم الماضي.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الرابع من سبتمبر ٢٠١٨ (الرابط الالكتروني)

أخلاق يوك Pdf

عدد الزائرين:

168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr