فاتيما

 

«فاطمة أو فاتيما» كما يطلق عليها البرتغاليون، وهي مدينة تبعد ساعة بالسيارة عن لشبونة. وتلك المدينة فتحت عليّ الكثير من الاسئلة من قبل احفادي خلال زيارتنا للبرتغال، مما اضطرني إلى الاستعانة «بالمبجل غوغل»، ونقلا عما قرأت، ألخص قصة «فاتيما»، حيث تعود التسمية إلى أميرة عربية أسرت وتزوجها أحد ملوك البرتغال، وسميت تلك القرية باسمها. وفي عام 1917، حدث أمر غريب غير مجرى تاريخ تلك القرية، إذ خرج ثلاثة صغار من رعاة الأغنام، وهم لوسيا وابن عمها فرنسسكو وأخته خاسينتا، فظهر لهم ضوء قوي فشاهدوا امرأة يحيط بها نور ساطع قوي، وقالت لهم إنها السيدة العذراء، ويجب عليكم دعوة الناس للصلاة والتقرب من الرب أكثر وأنها ستعاود التجلي مرة أخرى، وأعطتهم العذراء مريم رسالة تضمنت ثلاثة أسرار، طالبة منهم عدم الكشف عنها. وتوفي فرنسسكو وخاسينتا. أما لوسيا، فترهبنت وبقيت الحافظة الوحيدة للظهور وأسراره الثلاثة، وكُشف السران الأولان، وبقي السر الثالث لدى بابا الفاتيكان. ويتقاطر المسيحيون الكاثوليك من مختلف البلدان على القرية للتبرك وطلب المراد من كنيسة القديسة فاتيما، وذلك زحفاً على الركب مع إشعال الشموع. وهناك أيضاً قصة وتفسير لنفس الموضوع، ولكن بمنظار اخر، ظهر في إيران وانتج له فيلم وثائقي موجود على اليوتيوب. المهم، ومع كل الاحترام لكل العقائد، فإن هناك حقيقة تتعلّق بالسياحة الدينية، فتلك القرية أصبحت مدينة يؤمها الملايين من البشر وتعتبر محركا مهما للاقتصاد البرتغالي، وهناك مثلها الكثير في العالم. وسألني حفيدي عبدالله وبكل براءة: هل عندنا شي جذي بالكويت؟ وبلا شعور ضحكت ملء شدقي وقلت له: نعم كان عندنا ضريح يقال انه للخضر في جزيرة فيلكا، والكثير من الناس كانوا يذهبون إليه تبركاً او من باب السياحة، إلا أن جدك في أوائل السبعينات قاد حملة إعلامية ضد تصرفات البعض وما بها من شرك وطبعاً البلدية كانت جاهزة وأرسلت تراكتور ساوى الضريح بالارض ورمت ما فوقه في البحر، مزيلةً بذلك أثراً قد يكون له عمق في التاريخ، والرجاء محد يفهمني غلط، فأنا لست من دعاة زيارة القبور والتبرك بها، ولكن الذي احاول قوله ان تصرفات البشر هي الي تحتاج احيانا الى تقويم، ويكون ذلك فقط بالنصح والموعظة الحسنة، وليس بإزالة الاثار والقبور، فهي لم تدعوهم إلى ذلك!

واذا كانت السياحة الدينية ليس لها محل بالكويت، فدعونا نر وبالمقال المقبل ان كانت السياحة العائلية لها غير ذلك!

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في ععدها الصادر الثلاثاء الثامن من يناير ٢٠١٩ (الرابط الالكتروني)

فاتيما Pdf

عدد الزائرين:

57 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr