دخينة

WhatsApp Image 2020 03 03 at 83258 AM

لاحظت برنامجا بتلفزيون الكويت يُعرض كل مساء جمعة، ويحمل اسم «دخينة»، وقد جذبني هذا الاسم، ما جعلني أتابع فحواه، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحرص وبقدر المستطاع على متابعته، وخلونا نتكلم أولاً عن الاسم ومعناه وسالفته بعدها نرجع للبرنامج، واقتباساً من «غوغل»، فكلمة «دخينة» أطلقها الفنان عبدالله الفرج على ديوانه، أو داره التي يعقد بها جلساته الفنية، ويعزف بها أجمل ألحانه، وكانت مزاراً لمحبي سماع الموسيقى والفنون والشعر، ومعنى كلمة «دخينة» هي الدار التي ليست بها شبابيك، وبها موقد نار، ما يشعر بالدفء داخل الدار في فصل الشتاء، وولد شاعرنا في الكويت عام 1836 ثم انتقل للعيش مع والده في الهند، حيث كانت تجارته، وهناك نشأ وتلقى تعليمه، وقد حرص والده على تعليمه اللغة العربية كما تعلم الهندية والإنكليزية، وعلى الرغم من تقدمه العلمي، فإنه هوى الموسيقى حتى تعلمها على أيدي مدرسين في الهند، وكان شاعراً وفناناً، وقد قدم الكثير من الألحان والأصوات، وعُرف عنه الثراء لما ورثه من والده، إلا أنه توفي فقيراً عام ١٩٠١، وترك إرثاً غنياً من الألحان والشعر العربي الفصيح والنبطي، ويقول شاعرنا بدخينة:

قلتي بحبه جرى اللي كان وش في يدي ياهل دخينه

قلت أقطعك يا نفس إن كان للموت الأحمر تمنينه

القول ماله معك ميدان والنصح مني بترضينه

المهم صاحب الفكرة والتقديم الجميل الدكتور يوسف عبد الوهاب السريع مدير إدارة البرامج الثقافية في تلفزيون الكويت، والدكتور يوسف مؤلف وموسوعة فنية وتراثية، وعنده كاريزما تقديم عالية، وشخصياً لم تتسن لي الفرصة للتعرف عليه سوى من خلال «دخينة»، وحتى يرتقي البرنامج إلى ما يستحقه التراث الثقافي والفني في الكويت جمع معه بالتحليل والأداء الدكتور بسام البلوشي على آلة القانون والدكتور أحمد الصالحي، الذي يقود البرنامج بتحليل تاريخي للفن الكويتي والخليجي، بالإضافة لعزفه الجميل على العود وأدائه الغنائي المتميز، وحسب علمي أنه يشرف على الفعاليات الغنائية والتراثية التي يقيمها مركز جابر الأحمد الثقافي، والصراحة كتبت هذا المقال لأسلط الضوء على أهمية مثل تلك البرامج، التي تُثري المستمع والمشاهد بالفن المتزن والشعر العربي والتراث الأصيل وكذلك الأداء الراقي الذي يعود بنا إلى عمق أيام الكويت القديمة الجميلة. المهم وأنا اشاهد «دخينة» رجع بي الزمان الى ايام الدراسة وتذكرت تجربتي الشخصية مع الموسيقى، التي بدأت بمدرسة الفارابي الابتدائية، والتي لم تكن موفقة كون أن المدرس لم يجد مني خامة موسيقية طيبة، ولكن في المتوسط أعدت الكرة، وكان عندنا مدرس مصري اسمه الأستاذ عزازي، رحمه الله، وكان فنانا وشاعرا كبيرا، وكعادة المدرسين السابقين يدرسون من القلب وبلا تعب ولا كلل، وحاول يدرسني الموسيقى، ولكن هذه المرة كان على البيانو، وأذكر أنه قال لي أنت ما تنفعش بالموسيقى، ولكن أقدر أعلمك قراءة النوتة، ومن خلالها تقدر تعزف، المهم رحت محال الجميل بشارع فهد السالم وشريت كتاب النوتة، وبعد دراسة سنتين ما عرفت من العزف شيء سوى السلام الأميري، واعتقد كان هذا يكفي، فكلما صادفت بيانو لا أتردد بعزف هذا اللحن الجميل، وقد عزفته لأبنائي وأحفادي، علم بلادي ونشيده الوطني أقف له احتراماً واعتزازاً، فهذا رمزنا للمحبة والوحدة الوطنية.

وفي الختام أشكر فريق دخينة وتلفزيون الكويت على هذا العمل الراقي.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء السابع من سبتمبر 2021 (الرابط الإلكتروني)

دخينة PDF

عدد الزائرين:

196 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr