ديروا بالكم أهل المطلاع (7)

WhatsApp Image 2020 03 03 at 83258 AM

كما توقعت في المقال السابق، فالكثير من المواطنين وقعوا في مصيدة الرامب والتدعيم، وقد جاءني الكثير من التعليقات من قرائنا الأعزاء يوافقونني الرأي بما كتبت، وشاركوني بما يعانون منه يومياً من مشاكل مواقف السيارات في منازلهم، وللأسف تلك معاناةٌ أزلية لا يمكن إصلاحها إلا بهدم المنزل، وصدقوني حتى لو هدمت منزلك ورحت لأحسن مهندس ففي الغالب سيضعك بنفس المنطق، الصراحة إلى الآن ماني عارف شنو بالضبط مشكلة المكاتب الهندسية بهذي السالفة، يعني زيادة 50 سم كعرض لمدخل السرداب أو موقف السيارة ما راح يأثر بتاتاً على المساحة الداخلية للمنزل، والمشكلة ليست فقط في المنازل فهي أيضاً في الكثير من العمارات الاستثمارية اللي فيها مواقف بالسرداب، تلاقي السيارة لا يمكن لها أن تناور بالدخول أو الخروج نتيجة تزاحم وحجم الأعمدة الحقيقية والمخالفة للمخطط المعماري فيضحي السرداب بلا معنى، والمشكلة تمتد حتى على المجمعات التجارية، وأعطيكم مثالا لمشروع أشرفت عليه شخصياً وكنت حريصا كل الحرص على المداخل والمخارج وعرض المواقف، إلى درجة أنني طلبت من المكتب وهو من المكاتب التي تصنف بالكبيرة، ان يقدم دراسة كاملة واعتمدت من قبلي وكنت مُصِراً على وجود مدخلين ومخرجين كوني أعلم بالحركة المرورية في تلك المنطقة من المهندسين الأجانب، مع أن متطلبات البلدية لا تتطلب أكثر من مدخل واحد ومخرجين وعرض المواقف يكون ٢،٥م، المهم عند التنفيذ وبعد صب السرداب الأول لاحظت شي غلط وطلبت مهندس المشروع وقلت له المبيّن أن هناك رامب ناقص قال لي «مش ممكن» قلت زين خلنا نفتح المخططات، وفعلاً طلع كلامي عدل الجماعة المعماريين اللي وقّعوا معاي على الدراسة الأولى حولوها للمهندسين في المكتب لإعداد المخططات التنفيذية وتقديمها للبلدية للترخيص، طبعاً هذول الجماعة سووا اللي براسهم واللي متعودين عليه وقدموا مخططات تتماشى مع الحد الأدنى لمتطلبات البلدية، وأنا بالعادة أراجع كل المخططات الإنشائية والكهربائية والصحية والتكييف يعني ما أخلي شي، ولكن هذه المرة ما توقعت أن يقع مكتب كبير وعالمي بمثل تلك الأخطاء، المهم بعد انتهاء المشروع رقّعت بقدر المستطاع وقلبت المدخل الخلفي إلى المخرج الأمامي، وما أطول عليكم مشى الحال ولكن كل ما أدخل المجمع أحتر وأنغث، فهذا عيب معماري ما كان يجب أن يكون، وما يحتاج أتكلم عن بقية المجمعات فأعتقد ما في مواطن أو مقيم ما حكت توايره دخولاً أو خروجاً بأحد المواقف، وقال حسبي الله على من صمم تلك المواقف، المهم برجع للمخطط الإنشائي اللي ما أعتقد أن المواطن ينظر فيه أو بتفاصيله وخلوني أبسط وأشرح للمواطن اللي ما سبق له أن بَنى، فالمخطط ينقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول القسم المعماري واللي الكل يطالعه لأن فيه توزيعات الغرف والواجهات وهذا شغل المعماري، وللعلم فالمعماري ليس بالضرورة مهندسا وإنما بعضهم خريجو كلية العمارة والتي في بعض الجامعات تتبع كلية الفنون الجميلة، بينما المهندس المدني أو الإنشائي خريج كلية الهندسة وأي مشروع يحتاج إلى القسم الأول المعماري والثاني الإنشائي (مهندس مدني) والثالث الإلكتروميكانيكي (مهندس كهرباء وميكانيك وتكييف وصحي) يعني خلطة فنانين ومهندسين، وتلاقي المعماري خياله واسع والود وده يعلق البيت بخيط، بينما الإنشائي وزميلاه الكهربائي والميكانيكي هم من يحولون الخيال والفن إلى مخطط قابل للتنفيذ، وعادةً بعضهم ما لهم خلق أي فنون ويدفعون المشروع إلى التربيع والتسطيح وغابة من الأعمدة لانه اسهل لهم، وأنا أذكر تلك الديباجة لِما بها من أهمية للمواطن وراح أشرح أكثر وأعطي أمثلة حية علشان توصل النصيحة صح للمواطن الجديد على مشاريع البناء وإن شاء الله بالمقال القادم.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء العاشر من مايو 2022 (الرابط الإلكتروني)

ديروا بالكم أهل المطلاع (7) PDF

عدد الزائرين:

69 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr