معادلة أحمد السعدون

بداية، فإني أكُنُّ كل الاحترام والتقدير لشخص بوعبدالعزيز وتاريخه السياسي، ولكن كونه أعلن ترشيح نفسه للبرلمان ولرئاسته، فهو يضحى بذلك شخصيةً عامةً تُمدحُ وتُنقدُ بما لا يمس الخلق والقانون، فبدايةً عزيزي بوعبدالعزيز كُنتَ أنت من أوائل من رفع راية مقاطعة انتخابات الصوت الواحد، وكُنتَ أحد محركات ما سُمّي «مسلسل كرامة وطن والنزول إلى الشارع»، وقد يكون من وراء مواقفك وخطبك من أساء فهمها، فخالفوا القانون وصدرت بحقهم أحكام قاسية، وكل هذا ما أثر بمدى احترامنا لك، ولكن تطلع وترشح نفسك وفق نظام الصوت الواحد، فاسمح لي أقول: «هذي حدها قوية»، وما أدري شلون تبي تبررها للناس؟ وأنت اللي قلت وصَرَّحت في أكثر من وسيلة إعلامية برفضك الصوت الواحد، وحذرت منه وبأشد العبارات، وبإمكانك والقراء الكرام العودة إلى أرشيف الصحف واليوتيوب لنرى ونسمع ونقرأ وما ذلك إلا إنعاشاً للذاكرة، زين الحين وبعد ما غيّرت رأيك، ألا ترى أنه من حق المجتمع الكويتي أن يسمع منك ليش غيّرت رأيك؟ وما الجديد؟ يمكن نقتنع! ولكن ما قمت بتغريده ما هو بمسببات، إنما مُجرد كلام مرسلٍ وكل واحد من معارضي الصوت الواحد عندما قرَّر الرجوع عن مبدئه قال شيئاً شبيهاً، أم اذا كان عندك مشروع لتغيير النظام الانتخابي والدوائر وآلية التصويت وترغب في تغييره من داخل المجلس، ودنا نعرف ذلك وبكل شفافية! وشغلة ثانية بوعبدالعزيز ترى لا تشد الظهر وايد ببعض الناس اللي حواليك، فمنهم الوطني ذو المبدأ، ومنهم أصحاب مصالح، ومنهم ما بين ذلك وذاك، بمعنى آخر عند انتخاب الرئاسة لا تتفاجأ بالخسارة، فبعض هؤلاء ولاؤهم لك بالظاهر، ولكن في واقع الأمر قد لا يختلف كثيراً عن ولاء بعض أهل الكوفة للحسين - عليه السلام - (مع الفارق بالتشبيه طبعا) ، والتي وصفها الفرزدق: أمَّا القلوبُ فَمَعَكَ، وأمَّا السُّيوفُ فَمَعَ بني أُميّةَ، وعندي تساؤل: لو افترضنا خسرت معركة الرئاسة شنو بتسوي هذه المرة؟ وهل تقبل برئيس غيرك وتتعاون معاه؟ وترى هذه المرة ما عندكم حكومة تبلشونها، فهي لن تتدخل في الرئاسة وتوزيع اللجان، ونضيف إلى ذلك عنصر السن وأدعو لك ومن القلب بطول العمر وموفور الصحة، ولكن وكما يقال للعمر أحكام، عزيزي بوعبدالعزيز نحن كمواطنين عامةً وناخبي الدائرة الثالثة خاصةً يهمنا أن نعرف جوابك على تلك التساؤلات، وإضافة لما سبق ودنا نعرف وبوضوحٍ وبكل شفافية موقفك من مزوري الجنسية ومزدوجيها، وكذلك ودنا نتكلم عن ملف البدون وشلون بتعالجه داخل المجلس، وهم نريد أن نعرف موقفك من تجنيس أبناء الكويتيات، وموقفك تجاه قيام الدولة بفرض الضرائب بأشكالها، لأن هذا الملف قادم لا محالة، فهل أنت مع أو ضد أو بشروط؟ فهناك قوانين وتشريعات تتطلبها الدولة وقد لا تكون شعبوية، شتقول حق ربعك اللي صوتوا لك للرئاسة؟ ولا تنس ترد علينا بموضوع العفو عن بقية المحكومين بقضايا الرأي، وذلك أسوة بمن أعفي عنهم، وهم ودنا نعرف رأيك بما يتعلق برفع سقف الحريات سواء الرأي منها أو الشخصية، بوعبدالعزيز غيرك لا يسأل بمثل تلك الأسئلة لأن عادي عند البعض منهم يعطونك أي كلام وبعد نجاحهم ينقلبون على الجنب اللي يريحهم، ولكن أنت فلا، فشخصيتك وتاريخك ما يسمحان لك، والمرحلة القادمة مفصلية والقيادة السياسية قامت بدورها كما وعدت، وجاء دورنا نحن كمواطنين أن نُحسن الاختيار، وأتمنى في الأيام القادمة نسمع ما يَسُرُّ منك، نبي برنامج انتخابي واضح وصريح وشفاف يُجيب على كل تلك التساؤلات، ليكون مثلاً يحتذى، وبعدها الناخب وما يُريد، فأنت معادلة صعبة وهامة برلمانية لها تاريخ نعتزُ به، فلا تدعه يضيع بين ليلة وضحاها.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الثلاثون من أغسطس 2022 (الرابط الإلكتروني)
معادلة أحمد السعدون PDF




