أخلاقيات مرشح

WhatsApp Image 2020 03 03 at 83258 AM

منذُ حَلّ مجلس الأمة وتنقية جداول الانتخابات من الأصوات المُهاجرة، بدأت عجلةُ الترشيح وما تحمل معها من آلياتٍ مختلفة، وهذه المرة دخلت السوشيال ميديا وأنظمة التواصل الإلكتروني على الخط، وتحولت بعضها وللأسف الى اداة للتجريح والاحراج والسخرية من بعض المرشحين، وهذا لا يجوز، فالنقد والحوار يجب الا يخرجا عن حدود الاخلاق وما يسمح به القانون، وللأسف وبعد ستة عقود من الديموقراطية، لم نتعلم الكثير وما زلنا مو قادرين ننتخب رجال ونساء دولة يُعتمد عليهم ويُعتدُ بهم إلا من رحم ربك. وأستغرب من قبيلةٍ أو طائفةٍ أو حركاتٍ سياسيّة فيها الكم الهائل من المثقفين والمؤهلين لتحمُّلِ مثل تلك المسؤولية، لكن نرى أحيانا من يُرَشَّح ويُنتخب ليس بأفضلهم تأهيلاً، ولكن أكيد أقدرهم بالكلام والاقناع وقبل ما سبق بقدرتهم على تمرير معاملات ناخبيهم بأروقة الدولة على حساب الآخرين، هذه الانتخابات ليست كسابقتها، لأن الدولة وبأجهزتها وبموجب التعليمات الصَّارمة من القيادة السياسيّة لن تسمح بتمشية معاملات للنواب، وعليه طلبت من المواطنين حُسنَ الاختيار، وقد تكون آخر فرصة لنا بالمحافظة على ديموقراطيتنا، وعلى الكل التَّمعُن جيداً بكل كلمة جاءت في الخطاب السامي لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح ولي العهد - حفظه الله - وعلى المواطنين الإدراك الآن أنَّ نوابهم ما راح يقدرون يخلصون لهم معاملات، وأذكر بكلمة وجهها سمو رئيس مجلس الوزراء لمجموعة من المواطنين عند زيارته المفاجئة لمجمع الوزارات، وقال وبكل صراحة وأنقلها كما وردت في جريدة القبس، وذلك لأهمية ما تحمل من معان وجب التَّمعن بها قبل أن نُدلي بأصواتنا: «إذا كانت معاملتك قانونية راح تمشي رغماً عن الجميع»، ولاحظوا جملة «تمشي رغماً عن الجميع» والقصدُ هنا أن الحكومة أبدت جدّيتها، وعلشان ننجح وينجح البلد خلونا نوصل رجال ونساء دولة، أهل علم ومعرفة وقانون وأخلاق يستطيعون أداء دورهم الرقابي والتشريعي، ويدعمون عجلة الإصلاح والتنمية، فيتوازن بذلك وينسجم الاداء البرلماني مع الاداء الحكومي، وصدقوني شغلكم راح يمشي من دون مِنَّة فلان وعلتان، وخلونا نرجع شوي ونشوف بعض نواب المعاملات شلون كان وضعهم المالي قبل وبعد انتهاء عضويتهم، وما يحتاج أتكلم لأن كلكم عارفين وتدرون، فهم يعطونكم الفُتات من حقوقكم ومقابل ما يُحققونهُ لأنفسهم، تاركين الضرر الكبير في جسد الدولة، فعليكم بالقوي الأمين، فعائلاتكم وقبائلكم وطوائفكم ومنتسبو حركاتكم السياسيّة ممتلئة جداً بالكفاءات، فيرحم والديكم لا تدخلون علينا من لا يرحم وطننا.

***

رسالة خاصة لكل الإخوة النواب السابقين أو المرشحين الذين لم يُحالفهم الحظ في الانتخابات السابقة، والذين تواصلوا معي شخصياً سواءً بزيارةٍ أو باتصالٍ هاتفي والذين قمتُ شخصياً بالتواصل معهم من خلال الواتس اب مباركاً أو متمنياً لهم التوفيق بالانتخابات القادمة، وما حد رد عليّ منهم ولا حتى «بإموجي»، أقول لكم: من الآن أي واحد منكم يتصل أو يتواصل معاي سواءً بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة راح يسمع كلام وعتاب ما راح يعجبه!

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء السادس من سبتمبر 2022 (الرابط الإلكتروني)

أخلاقيات مرشح  PDF