بوعبدالعزيز.. ألا نستحق الاعتذار؟!
بادئ ذي بدء نبارك لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف الصباح تكليفه رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومته الثالثة، والله يعينك على تلك المسؤولية، أما لربعنا أعضاء مجلس الأمة فالصراحة ولا حد يزعل فقد أضحت عروض ومواقف بعضكم مصدر تسليةٍ وتفكُه للمواطنين، وفعلاً الذي قاد المشهد السّياسيّ استطاع فعلاً وبدون أيّ جهد وضعكم بمربع كشف التسلل، وبانت إمكانات وأهداف بعضكم للصغير قبل الكبير، المهم قبل ٦ أشهر كتبت مقالاً بعنوان «معادلة أحمد السعدون» وبتصرف كتبت «فبدايةً عزيزي بوعبدالعزيز كُنتَ أنت من أوائل من رفع راية مقاطعة انتخابات الصوت الواحد، وكُنتَ أحد محركات ما سُمّي «مسلسل كرامة وطن والنزول إلى الشارع»، وقد يكون من وراء مواقفك وخطبك من أساء فهمها، فخالفوا القانون وصدرت بحقهم أحكام قاسية، وكل هذا ما أثر بمدى تقييمنا لمواقفك، ولكن تطلع وترشح نفسك وفق نظام الصوت الواحد، فاسمح لي أقول: «هذي حدها قوية»، وما أدري شلون تبي تبررها للناس؟ وأنت اللي قلت وصَرَّحت في أكثر من وسيلة إعلامية برفضك الصوت الواحد، وحذرت منه وبأشد العبارات، وبإمكانك والقرَّاء الكرام العودة إلى أرشيف الصحف واليوتيوب لنرى ونسمع ونقرأ وما ذلك إلا إنعاش للذاكرة، زين الحين وبعد ما غيّرت رأيك، ألا ترى أنه من حق المجتمع الكويتي أن يسمع منك ليش غيّرت رأيك؟ وما الجديد؟ يمكن نقتنع...»، والآن ودي أضيف وأتساءل عند عدم حضور الحكومة الجلسات أيام المجالس السابقة والتي تم فيها رفع الجلسة استنادا إلى اللوائح والعرف السابق، ربعنا من نواب المنصة وحتى الدكاترة منهم «خذونا بشراع وميداف» –كما يقول المثل الكويتي– معترضين على ذلك القرار، طبعاً ماحد أخذ كلامهم بمحمل الجد ولكن تصريحك على إحدى القنوات والذي أقررت فيه بصحة عقد الجلسات بغياب الحكومة قلبت الموازين، وكثير من المواطنين صدقوا هذا الرأي، وكيف لا، فأنت الرمز الدستوري وكلمتك وكما يقال «مسمارٌ بلوح»، زين السؤال الآن شنو اللي صار وتغيَّر؟ فأنت الرئيس والحكومة غابت عن المشهد ونوابكم الوزراء تكاتفوا مع حكومتهم وتغيبوا معها، والسؤال الكبير لك لماذا لم تقم بعقد الجلسات من دون الحكومة؟ ولا ليش ما خذيت مرضية وخليت نائبك يقوم بالواجب؟ بوعبدالعزيز الكويت كلها تبي جواب وأنت وللأسف رافع الجامة عن الكل، وخلنا من انعقاد الجلسات سؤال أكثر أهمية هل أنت راضٍ وقابل بما نسمع من مخالفات قد تكون شابت النقل والندب وتعيين المفاتيح الانتخابية وعيالهم وأحفادهم؟ تسريبات تتداول بالسوشيال ميديا محد يعرف مصدرها، ولا إن كانت صادقة او مفبركة والكل صامت حكومة ومجلس تاركين المواطنين تائهين في شعابها، بوعبدالعزيز خلنا من النقل والندب والوسايط ولنتكلم عن تصريحات بعض النواب وقرار لجنة الموارد البشرية بالعمل على إلغاء قرار وزير الأوقاف بما يتعلق بدوام العاملين في مراكز دُور القرآن الكريم والذي فاجأنا به رئيس اللجنة بعدد المراكز والتي بلغت ١٩٥ مركزاً، وبالعدد المهول من الموظفين والبالغ ٣٥ ألفاً كما تردد، يعني لو قسمناهم على عدد المراكز يضحى كل مركز به ١٨٠ معلماً وإدارياً، بس ربعك النواب ما سألوا كم عدد الفصول وكم عدد الدارسين علشان نعرف وتبان الصورة بشكل واضح، عزيزي بوعبدالعزيز وهل تعتقد من الناحية الدستورية ومن ناحية العدالة وكذلك من الناحية الشرعية والقانونية هذا الكلام يجوز؟ وهل توافق على مهاجمة وزير قام بتطبيق القانون؟ خصوصاً إنه ثبت وبالأرقام أن هناك من ياخذ راتباً وما يداوم؟ طبعاً هذا الكلام لكل أجهزة الدولة والعاملين بها؛ بوعبدالعزيز إذا أنت لم تقف وتقول كلمة حق وبشجاعة وتوقف هذا العبث القائم من بعض النواب وبعض الوزراء فمن يقوم بذلك؟ وعلى من نعتب؟ شخصيا أتمنى إبطال هذا المجلس حتى يتسنى لك المحافظة على ما تبقى من إرثك الكبير، وسامحني بوعبدالعزيز فأنت رمزٌ، وتوقعاتنا وآمالنا كانت وما زالت كبيرة، وهناك متسعٌ لك لضبط الأمور وأن تأخذ على عاتقك إصلاح ما لم يستطع غيرك إصلاحه، وعدا ذلك فأنت مدينٌ للكويت باعتذار كبير.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الرابع عشر من مارس 2023 (الرابط الإلكتروني)
بوعبدالعزيز.. ألا نستحق الاعتذار؟!PDF