جمعية عمارة المساجد الكويتية

تشرفتُ بتلبية دعوة «جمعية عمارة المساجد الكويتية» لحضور الاجتماع التأسيسي الخاص بها والموجهة من الدكتور عادل عبدالكريم المؤمن عميد كلية العمارة في جامعة الكويت، ولطالما كُنا في وقف الوالد - رحمه الله تعالى- من المبادرين الأوائل والداعمين للأنشطة والفعاليات الثقافية والتعليمية والاجتماعية التي تساهم في رفعة المجتمع، فكيف لنا أن نتوانى عن ذلك والدعوة تتعلق بجمعيةٍ خاصةٍ لعمارة بيوت الله، وكُنا قد شاركنا في العام الماضي في المؤتمر العالمي الثالث لعمارة المساجد والمُنظم من قبل كلية العمارة في جامعة الكويت بالتعاون مع جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وكان هذا المؤتمر قد أتى حينها تحت شعار «المسجد عابر للثقافات» وتمحور حول عمارة المساجد وانعكاساتها على البيئة الحاضنة لها، وقد أتت مشاركتنا في هذا المؤتمر انطلاقاً من رؤية المرحوم الوالد - رحمة الله عليه- في عمارة المساجد، ونظراً لما شكلته هذه العمارة من أهمية كبرى في حياته وحرصاً من لجنة أوصياء ثلثه على استكمال هذه المسيرة من بعد وفاته، وكم آملنا حينها أن يكون في الكويت جائزةً شبيهةً لهذه الجائزة منطلقة من الكويت الغنية بالمساجد، وحينها دار حديث مطول مع الدكتور محمد العجمي والدكتور عمر خطاب عن ذلك الامل والذي تحول بفضل من الله تعالي الى واقع بتأسيس جمعية منبثقة من كلية العمارة ومشاركة كل من له اهتمام بعمارة الجوامع وتراثها وكذلك الخطوط والنقوش الاسلامية وبالعودة إلى الدعوة القيّمة الموجهة لنا هذا العام من قبل جمعية عمارة المساجد الكويتية فإننا نثني على الجهود المبذولة من قبل القيمين عليها ونشدّ على أيدي الداعمين لها، فهذه الجمعية جعلت نصب أعينها بيوت الله وكيفية إعمارها وترميمها والعناية بكل الأمور المتعلقة بها والمساهمة أيضاً في دعم فن عمارة المساجد في دولة الكويت، والتعريف بالتجارب المتميزة لتصميم المساجد وتوفير الدراسات والاستشارات المتعلقة بعمارة المساجد، ولابُدَّ لي في هذا السياق من التطرق لأبرز أهدافها والتي أتت على الشكل التالي: أولاً تكوين مرجعية علمية وهندسية لكل ما يتعلق بعمارة المساجد في دولة الكويت، ثانياً التواصل مع الجهات ذات العلاقة بعمارة المساجد لتوثيق التجارب المتميزة والرائدة في عمارة المساجد، ثالثاً المساهمة في دراسة وتطوير ما يتعلق بالمساجد التراثية، رابعاً السعي نحو تأسيس دليل لبناء المساجد وصيانتها يواكب كل المجالات الهندسية والمعمارية، خامساً إقامة الأنشطة المختلفة والمشاركة في المحافل الداخلية والخارجية لتحقيق أهداف الجمعية، سادساً المبادرة بعمل تصميمات مبتكرة ومتطورة للمساجد، فبمثل هذه المؤسسات والجمعيات غير الربحية يُمكننا عكس صورة الكويت الغنية بالجوامع ليس على المستوى الداخلي فقط إنما في المحافل الدولية أيضاً، وبذلك نأمل أن تحتضن «جمعية عمارة المساجد الكويتية» جائزةً عالمية لعمارة المساجد تحت رعاية وتمويل ثلث المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان وتحمل اسمه، نُقدم من خلالها تعاوناً مثمراً يهدف إلى تطوير ودعم كل الأنشطة العلمية والمعمارية المتعلقة بالمساجد ونبرز من خلالها جماليات العمارة الإسلامية في مساجدنا في الكويت من منطلقٍ علمي وهندسي، وبإشراف ومشاركة كوكبة من الباحثين والمختصين، وهنا لابُدَّ لي من التوجه بالشكر الجزيل لصاحب الفكرة والمشروع الدكتور محمد العجمي والشكر موصولٌ أيضاً لكل من ساهم ويساهم بهذا العمل الكبير ولجامعة الكويت العريقة.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء، الثالث من أكتوبر 2023 (الرابط الإلكتروني)
جمعية عمارة المساجد الكويتية PDF




