كلمات من ذهب

بادئ ذي بدء نبارك لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح توليه مقاليد الحكم، متمنين له موفور الصحة والعافية ونعاهده على السمع والطاعة، وها نحن اليوم على عتبة عهدٍ جديدٍ بقيادة سموه، هذه الشخصية المُميّزة بمواقفها الحكيمة والرافضة لأي شكلٍ من أشكال انتهاك القانون أو مخالفة الدستور كما عرف بمحاربته للفساد، فتاريخ سموه – حفظ الله تعالى ورعاه – ومساره السياسي حافلان بالالتزام والمسير على النهج عينه الذي سار عليه أسلافه من أمراء الكويت الأفاضل، كتوطيد علاقات الكويت مع أشقائها وتعزيز التعاون المشترك والتنسيق مع قادتها في ما يتعلق بشؤون المنطقة والقضايا العربية والعالمية لتحقيق الأمن والأمان في المنطقة، ولا بُدَّ من الإشارة بهذا المقال لكلمات صاحب السمو بعد أدائه اليمين الدستورية، تلك الكلمات الموجزة الجامعة والتي صيغت بماءٍ من ذهب، هي دستورٌ مصغر وضوابط واضحة ورؤية ثاقبة، وضع بها النقاط على الحروف، وبيّن بها الداء والدواء، فإذا التزمنا كلماته مواطنين وحكومة ومجلساً فلن تضيع بنا السُّبل، ولن يطول بنا الطريق إلا وقد وجدنا أنفسنا في مصاف الدول المتقدمة كما كنا وأفضل، ولا بُدَّ لمجلس الأمة من التريث بإصدار القوانين والتعمق في دراستها، وبوجهة نظري فإن أغلب القوانين التي طُرحت في الفترة السابقة كان بها العديد من المثالب تكلمت عنها في مقالات سابقة، ومن المهم كذلك أن توضع العدالة بعين الاعتبار، وأن تكون التعيينات مدروسة ومبنيةً على الكفاءة وبعيدة عن المحاصصة السياسية، ولا بُدَّ ألا أن نضغط على نوابنا لأخذ ما لا نستحق، وأما ملفات الهوية الوطنية والجنسية فهي ذات أهمية، ولا يمكن أن يستقيم الوضع وبيننا مزور ومدلس، فتلك مصيبة كبرى، وكمواطنين يجب أن نضع هذا الوطن نصب أعيننا، فما يحصل لنا هو صناعة أيدينا، ونحن من نجرح وفي نفس الوقت نئِّن من الألم، فالتغيير اليوم بأيدينا ورؤية الأمير هي النبراس الواضح للمسير، وأختم المقال بأبيات شعرية لوالدي المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان إذ قال يوماً:

أنت يا ليلاي أعنيك الكويت

صانك الله تعالى من عدا

من أراد السوء يبغي غاية

ضره الله إذا الضر نوى

سيد الشعب نراه ساهراً

كله حزم إذا باغٍ بغى

ثاقب الرأي قوي عزمه

وله بالخير أعمال تُرى

وله آل صباح أسرةٌ

كلهم صدقٌ وعزمٌ وإبا

شعبك المخلص يا ليلى ثقي

يفتدي بالروح والمال معاً

شأنه شأن أمير مصلح

لكويت يبتغي نيل المُنى

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء السادس والعشرون من ديسمبر 2023 (الرابط الإلكتروني).

كلمات من ذهب   -  PDF