نصيحة لوزيرة الأشغال والبلدية (1)
بادئ ذي بدء نبارك لمعالي الدكتورة نورة محمد المشعان توليها مسؤولية وزارة الأشغال ووزارة الدولة لشؤون البلدية، ومن القلب أتمنى لها ولبقية زملائها الوزراء التوفيق بعملهم، المهم من يوم ما تشكلت الوزارة بدأنا نسمع انتقادات وتهكُم من البعض هذا ما له داعي وهذا لا يجوز، وبدأنا نسمع التنظير من هنا وهناك، مرة يكون له معنى ومرات أكثر عبارة عن كلام خاوي ما له قيمة، وكل ما سوى شي الوزير انتقدوه، إن قعد بمكتبه قالوا ليش قاعد؟ وإن نزل الشارع قالوا اشحقه نازل؟ اقعد بمكتبك وجابل شغلك، وصراحةً وضعنا أصبح مثل قصة جحا وابنه والحمار، إذ يقال في قديم الزمان أن جحا رافق ابنه مشياً، ومعهما حمارهما فمرّا على جماعة وسمعا همسهم: كيف لهما حمار ويسيران مشياً على الأقدام، فأركب جحا ابنه على الحمار، ومرّا على جماعةٍ أخرى انتقدوا فعله قائلين: هذا الابن العاق يركب الحمار ووالده يسير على الأقدام، الكلام ما عجب جحا فأنزل الصبي وركب بدلاً عنه، فانتقده المارة قائلين: كيف لهذا الرجل أن يريح نفسه ويتعب طفلا، فقرر جحا أن يرضي الكل وأركب ابنه معه، فانتقدته جماعة الرفق بالحيوان إذ قالوا: أليس بهذا ظلمٌ لهذا الحيوان المسكين يحمل ثقل ما لا يطيق، شاف جحا أن الحل بأن يحمل الحمار على ظهره بغرض إرضاء الآخرين فضحك الكل منه ونعتوه بالجنون، فالحكمة من هذه القصة انه ماكو فايدة من تتبع آراء الناس، لأن إرضاء الكُل أمرٌ مستحيل والنتائج لا تأتي بأيامٍ ولا بأشهر، وإنه لمن الضرورة بمكان أن يأخذ الوزير حقه من الوقت وخصوصاً أن أي وزير جديد سوف يواجَه بكمٍ هائلٍ من المشاكل المُتراكمة الفنية والإدارية ويواجه ببعض الأحيان بقياديين ليسوا على قدر الأمل، وفي الغالب سوف يواجه بفراغٍ كبيرٍ في المراكز القيادية وجيش عرمرم من الموظفين عددهم أحياناً يفوق احتياج الوزارات، ومرات ما عندهم مكاتب كافية لهم وبعضهم أصلاً ما يداوم، كل ذلك تحديات وإحباطات يواجهها كل وزيرٍ جديد وخصوصاً ممن هم من خارج رحم القطاع الحكومي، وأتمنى من الكل سواءً مواطنين أو نواب دعم تلك الحكومة وإعطاءها الوقت الكافي لتُنجز، وعدا ذلك حتى لو أتينا بوزراء «١٢ سلندر» من ألمانيا ما راح يطولون معانا أسبوع وكما يقال «بيشقون هدومهم وينحاشون»، المهم ودي وحالي كالآخرين أن أنظِّر شوي وأبدي بوجهة نظري وإن شاء الله ما يطلع كلامي خاوي المضمون، وبرجع لمعالي الوزيرة واللي شفناها تنزل الشارع وتتفقد الطرق المُتهالكة وأتمنى منها أن تنزل إلى الشارع مرة أخرى وتتفقد الشوارع غير المتهالكة، خلوني أقول لكم شلون، فقد لفت نظري أن بعض مناطق الكويت لم تتأثر شوارعها من الأمطار وبعطي مثال على ذلك «منطقة الشعب السكنية»، فقد تمت إعادة سفلتة الشوارع بنفس الفترة التي تمت بها إعادة السفلتة للشوارع في الجابرية ولكن بعد مطرة واحدة اسفلت الجابرية ذاب وطلع الحصى وكأنه سكر وليس باسفلت، بينما في الشعب الاسفلت لم يتأثر بالأمطار وإلى اليوم، كما ولاحظت أيضاً بأن الطرق المؤقتة التي نفذت بمشروع شارع القاهرة لم تتأثر أيضاً بالأمطار، وهذا معناه أن بعض المقاولين اشتغلوا صح فخلونا اناديهم ونفهم منهم، شنو اللي سوه غير عن البقية، بحيث اسفلتهم ما ذاب، وبنفس الوقت عندي تساؤل وأنا لستُ بخبيرٍ بأمور الطرق، وسؤالي هو: ليش الماء العادي ما يذوّب الاسفلت بينما الأمطار تقضي عليه؟ هل قلوية أو حمضية الأمطار من المسببات الأساسية؟ أو قد تكون وحدة انتاج الاسفلت «البيتومين» قديمة ومتهالكة فتعطي منتجا غير دقيق أو متطابق مع المعايير! شخصياً ما أعرف الإجابة ولكنني متأكد أن هناك من المخلصين في الوزارة يعرفون الإجابة جيداً بس يحتاج أحد يسمع لهم، المهم معالي الوزيرة بالمقال القادم بتكلم معاك عن البلدية إن شاء الله.
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الثلاثون من يناير 2024 (الرابط الإلكتروني).
نصيحة لوزيرة الأشغال والبلدية (1) - PDF