شكراً حكومتنا الرشيدة

essay image

لشهر فبراير مكانة خاصة وغالية على نفوس الكويتيين، فيه نحتفل بالأعياد الوطنية، التي تُجسّد أعظم معاني الانتماء والولاء للوطن وقيادته الحكيمة، وفي كل عامٍ نجدد العهد والوفاء لهذا الوطن، فحب الكويت وترابها والولاء لقادتها متأصلٌ في الجذور، ونشأنا عليه منذ الصغر، ولولا هذه التنشئة الوطنية الصحيحة، لكنا فقدنا هذا الوطن واستسلمنا للغُزاة والطامعين بأرضه، وعيدنا هالسنة مختلف عن بقية الأعياد، فصار لنا ٣٣ عاماً نعاني الفوضى والانفلات الأمني وإتلاف ممتلكات الغير، والإضرار الكبير بالبيئة ومقدرات البلد خلال احتفالات العيد الوطني والتحرير، بحجة الفرحة بالتحرير، تصرفات دخيلة على مجتمعنا، فالاستقلال والتحرير نعمة من الله وجب الشكر والحمد عليها، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة على ضبط إيقاع تلك الاحتفاليات إلا حكومة سمو الشيخ الدكتور محمد الصباح، وعلى يد وزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف الصباح، فاحتفالات هذا العام فعلاً غير، فقد رجعت لنا بهجة الأعياد الوطنية بنكهة أيام الستينات والسبعينات، وأعتقد أن ما ساعد على هذا النجاح الباهر لوزارة الداخلية، وبقية أجهزة الدولة ذات العلاقة، غياب مجلس الأمة، أو الغفلة إن صح التعبير لما حصل من بعض أعضائه، «وإن كانوا قلة»، تصرفات بعيدة كل البُعد عن الوطنية والمصلحة العامة، فكانوا أداة هدم لأركان الدولة، وفقط من أجل مصالحهم الشخصية، وإرضاءً لبعض قواعدهم الانتخابية، والذين يرون أن الدولة غنيمة، ومبدين مبدأ «من صادها عشى عياله»، على مبدأ العدالة والحق، وأكيد في أي مجلس قادم سوف نرى من تلك النوعية، التي علاجها بيد الحكومة، والذي يبدأ بتحقيق مبدأ العدالة وتطبيق القانون على مواطنيها، وتقديم الخدمات التي تليق بأهل الكويت من صحة وتعليم وخلافه، وهذا دون الرضوخ لأي مساومات من أي عضو، وحتى لو تسبب ذلك في حل المجلس كل شهر، ففي نهاية المطاف بيتعبون ويلتزمون بالقواعد الانتخابية والسياسية، التي تصب في مصلحة الوطن، وأتمنى لأهل الكويت أعياداً جميلة.

وقبل الختام، أتوجّه بالشكر إلى معالي وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح، وإلى رجال الداخلية الأكفاء، على حسن التنظيم وتطبيق القانون، ففي هذا العام شهدنا اختفاء للظواهر السلبية في الأعياد الوطنية، مثل رشّ المياه ومظاهر الاستهتار، وهذه بداية مبشرة لجدية الحكومة الجديدة وصلابتها في فرض القانون.

في كل عامٍ، ومع اقتراب هذه المناسبة، تستحضرني قصائد الوالد، التي دوَّنها في حب الكويت وقادتها، والتي جمعها في ديوانه «ديوان العثمان»، لذا ارتأيتُ في هذا المقال أن أشرك القارئ الكريم معي بمختاراتٍ من هذه القصائد، وأبدأ بقصيدة «غادة الأحلام»، التي أهداها الوالد –رحمة الله عليه - لسمو الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح، وجاء فيها ما يلي:

«يا غادة الأحلام أنت كويتنا **  كوني على ثقة بعزم همام

هو سيد في أهله وبشعبه ** ساد الجميع بألفةٍ ووئام

هو حاكم في عدله وبعزمه **  قاد السفينة وحده بظلام...».

وقد خلص المرحوم في هذه القصيدة إلى الثّناء على مروءة سمو الأمير الراحل وصدق نخوته، وفرادة همّته، وما يتحلّى به من قيم أخلاقيّة ومبادئ وطنية، ومن جميل القصائد التي دونَّها المرحوم أيضاً في حب الوطن قصيدة «ابتهال»، التي يبيّن فيها عزيمة أهل الكويت في تحطيم بوارق الظّلم مهما تكاثرت أعداد العداة، فالله تعالى هو من سيحمي الكويت وأهلها من شرّ الذين غاظهم اجتماع الرّعيّة حول راعيهم، وتوحّد صفوفهم، إذ جاء فيها ما يلي:

«أنتِ يا سمراءُ يا أرض الوطن ** صانك اللهُ تعالى من خطر

إنني أدعو إلهي بابتهال ** سائلاً منهُ غداتي والسَّحر

أن يصون العرض من شر العدى ** تحت أعلامٍ ترفرفُ للنظر...».

وفي الختام، أقول كل عامٍ وأنت بخير يا أجمل وطن.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الأربعاء الثامن والعشرون من فبراير 2024 (الرابط الإلكتروني).

شكراً حكومتنا الرشيدة -  PDF