وما أحسن من الكويت إلا الجنة
هذه المقولة الجميلة سمعتها أكثر من مرة من معالي محافظ حولي السيد علي سالم الأصفر، وكانت المرة الأولى أثناء لقائي معه على هامش تكريم الفائزين بمسابقة بيت العثمان لِلعبة الشعبية «الكيرم»، وكانت المرة الأولى التي ألتقي بها مع بوسالم وأخذنا الحديث عن سلبيات الوطن، والذي تحول مع سياق الحديث إلى إيجابيات الوطن، فمحافظنا العزيز شعلة من الإيجابية، إذ عرج بحديثه على الأمن والأمان الذي تنعم به الكويت، كما عرج أيضاً على اللحمة الوطنية، والتي لا يمكن لأي خلافات، سواء أكانت حقيقية أو من صناعة السوشل ميديا أن تطغى عليها، وإن كبرت، فتلك حقائق لا يمكن تجاوزها، وقال لي: «بوعثمان ترى قالوها أهلنا: ما أحسن من الكويت إلا الجنة»، وصراحةً هذه الجملة خلتني أفكر كثيراً وملياً، ففعلاً ما في مثل الكويت وأهلها، وهذه رسالة أوجهها للبعض من أعضاء مجلس أُمتنا المنحل، اللي من الحين وقبل لا تتشكل الحكومة ماخذينا بالتهديد والوعيد، كلام حدّه غير دستوري، وغير لائق أحياناً، فهؤلاء القلة من أهل الكويت وما يمثل صوتهم العالي وأطروحاتهم العنترية من غنيمة لأصحاب الصحف والسوشل ميديا، فيأخذ التضخيم مسراه وتتزاحم الأخبار ويحبط المواطن ويعرقل عمل المسؤول، فحرام عليكم وطنكم ، وأقول لحكومتنا القادمة ما عليكم منهم كملوا شغلكم ولا تعبؤوا بتلك الأصوات النشاز، ولا تتنازلوا عن حقوق الحكومة الدستورية وحتى لو تطلب الأمر حلّ المجلس ألف مرة، ففي نهاية المطاف سَيصِلون إلى قناعة مفادها أن الالتزام بالدستور والقانون والحوار الهادف والرزين هو الطريق الصحيح لرفع شأن البلد وإنجاز مطالب الناس.
المهم برجع إلى معالي المحافظ واللي تشرفت بزيارته في مقر المحافظة وتعرفت على كوكبة من الشباب النشطين بالعمل المجتمعي، واللي لفت نظري كرت الأخ طارق عبدالرحيم، فهو أمين سر محافظة حولي ورئيس «لجنة محب الكويت»، واستغربت وجود لجنة بهذا الاسم الجميل والذي يعكس وبوضوح توجه المحافظة لتفعيل الدور المجتمعي، وصراحةً تلك الأنشطة ما كنت أعرف شيئاً عنها، فدور المحافظات ومهامها غائب عن الكثير منا، وللأسف، المهم، وعلشان ما أطول عليكم، زارنا بوسالم مع فريقه بجولةٍ تفقديةٍ لمسجد العثمان بالنقرة، وأطلعتهُ على الأهمية التاريخية والمجتمعية لهذا الجامع، الذي اجتمعت وتعاونت جهات حكومية ووقفية على نجاح إعادة تأهيله وترميمه ليعود كما كان عند افتتاحه عام ١٩٦١م، فكل الشكر لمعالي محافظ حولي وفريقه على زيارتهم للجامع وعلى الروح الإيجابية التي، وللأسف، بدأ الوطن يفتقدها، والشكر موصولٌ إلى وزارة الأوقاف، والهيئة العامة لشؤون القُصَّر، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولجامعة الكويت، وإلى عائلتي، عائلة العثمان، الداعمة للعمل الخيري والمجتمعي، وأُعيد وأُكرر لأهل الكويت مقولة بوسالم: «ما أحسن من الكويت إلا الجنة»...
وتسلمون.
المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الرابع عشر من مايو 2024 (الرابط الإلكتروني).
وما أحسن من الكويت إلا الجنة - PDF