فرحة عارمة

essay image

نعم بفرحةٍ عارمة استقبل أهل الكويت خبر تزكية صاحب السمو أمير البلاد –حفظه الله، لولاية العهد لسمو الشيخ صباح الخالد الصباح – حفظه الله، وبالفعل، كانت مفاجأة سارة أسعدت جلّ أهل الكويت، فالفرحة الأولى كانت بحل المجلس وتعليق بعض مواد الدستور، قرارٌ أنقذ البلاد من فتنةٍ وانحرافٍ هددا مستقبل الكويت وأهلها، فعندما يسود الهرج والمرج المشهد السياسي، وتتعطل التنمية ويتفشى الفساد والغش والتزوير والتطاول، يضحى استعمال المشرط واستئصال المرض أمراً حتمياً، وهذا ما أسعد القوم، وجاءت الفرحة الثانية بتلك التزكية الكريمة لصاحب الخلق والأمانة والثوب النظيف، العالي الثقافة والغزير الخبرة، الذي تعرض للظلم الكثير وحورب بشراسة من بعض أعضاء المجالس السابقة، ولكن الله سبحانه وتعالى أكرمه وأكرمنا بتلك التزكية، ويستذكرني الموقف بالآية الكريمة التي تُعد من القواعد القرآنية المحكمة في أبواب المعاملات والعلاقات بين الناس، والتي دل عليها قول الله تعالى في سورة القصص «إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ»، نعم بإذن الله أنت القوي الأمين، ولنا أن نطمئن على مستقبل أولادنا وأحفادنا، ولنا أيضاً أن نفتخر باللحمة الوطنية والعلاقة المتميزة بين الحاكم والمحكوم، فنموذج الكويت الراقي في نقل السلطة نموذجٌ ساطعٌ يحسدنا عليه الكثيرون، فلله الحمد والشكر، وأعتقد أن مسلسل المفاجآت الجميلة ما زال في بداياته، ولكن علينا دعم جهود الحكومة والصبر عليها، لأن التركة ثقيلة، والجهاز الحكومي مُثقل بالبطالة المُقنعة والتسيب من البعض ممن تعود على التبصيم ومن ثم الذهاب للإفطار في المجمعات، وقبل نهاية الدوام يرجعون للبصمة، ومنهم من يرى المراجع صاحب المعاملة كالمتطفل على وقته وراحته، كل هؤلاء تطبيق الضبط والربط عليهم يحتاج للوقت، عدا المشاريع التنموية المتزاحمة بالأدراج هَمْ تحتاج وقت، وأعتقد أن خفافيش الظلام سيحاولون تأجيج الشارع على الحكومة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات الوهمية، وتضخيم المشاكل، وبث الإشاعات، كما حدث مع وزير التربية بقضية تسريب امتحانات مادة التربية الإسلامية، حيث ضخموا الموضوع وطالبوا الوزير بالاستقالة، وبعضهم قال إن الوزير استقال، والآخر كملها وقال إن استقالته قُبلت، حديثٌ فارغ من أوله إلى آخره، إلى أن صدر بيان من الناطق الرسمي للحكومة ونفى تلك الإشاعات، والوزير والشهادة لله، قام بالواجب حسب اللوائح والقانون، وأعتقد أن ما حدث عبثٌ مبرمجٌ لزعزعة ثقة المواطنين بعمل الحكومة، وتعطيلٌ لإصلاح منظومة التعليم في البلاد، وراح نشوف أكثر، لذا علينا الحذر ثم الحذر، فالإصلاح يحتاج للكثير من الوقت، ومن أجل مصلحة وطننا ومستقبل أبنائنا، لا تسمعوا ولا تصدقوا كل ما يُسرب من إشاعات، وطولوا بالكم، وخلوا الحكومة تعمل، فالقادم أجمل بإذن الله.

وتسلمون.

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر الثلاثاء الحادي عشر من يونيو 2024 (الرابط الإلكتروني).

فرحة عارمة -  PDF