سيجارة الداخلية

 

 

 

في مستهل الشهر الفضيل، تلقى مدير أحد المجمعات التجارية اتصالاً من وزارة الداخلية، يفيده بأنها ستوفر دوريّات وأفراد لحماية المتسوقين. طبعاً، أثلج صدري الإجراء الاستباقي من قبل رجال الداخلية. وفي حديث لي مع الربع في الديوانية أبلغتهم عن هذا الإجراء لأرفع من معنوياتهم بعد أحاديث التحلطم، وإذ بنا ندخل في جدل بيزنطي، فسألت صاحب الديوانية باب بيتكم موصد ولا مشرع؟! قال ما أدري، قلت له روح شوف، قال ما له داعي يعني شنو بيصير، ومن دون تفكير أردف وقال الحمد لله الدنيا أمان، هني ضحكت وقلت له شفت! لو لم يكن عمل وزارة الداخلية متميزاً في دولة مثل دولة الكويت لما تعايش الأغلبية العظمى من المواطنين والمقيمين في سلام وأمان، فهي نعمة من نعم الله أولاً ومن ثم عين ساهرة ثانياً. ولو أخذنا عواصم دول متقدمة مثل لندن أو باريس، فسنرى الأبواب موصدة والكاميرات ترصد حركة الجميع، حتى القواري مربوطة، وأحياناً يفكون العجلة الأمامية وينزلونها الدوام معاهم! طبعاً هذا لا يعني أن ربعنا ملائكة وما عندهم أخطاء، بس بالمقارنة احنا أحسن من غيرنا. المهم بعد عدة أيام اتصل بي مدير المجمع، وقال لي ترانا مبتلشين مع أفراد الداخلية داخل المول، زين شنو صاير، توني مادحهم وموصلهم السما! فرد صاحبي وقال: لا ماكو شي بس أذونا بالسجاير، وكل ما نكلمهم قالوا احنا شرطة. وسألني إذا كان من الأفضل الاتصال على شرطة البيئة لتولي الموضوع. نزلت المول ورأيتهم بنفسي وما عاتبتهم، لأنهم يقومون بواجبهم الأمني. ولا أعتقد أن رفضهم التخلي عن التدخين هو من باب العناد، ولكن هو عدم استيعاب للمخالفة الجسيمة التي يقومون بها، فالتدخين في المول مخالف للقانون، وهم متواجدون أصلاً لحفظ القانون. والأهم أنهم يتسببون بالضرر على صحتهم وصحة الآخرين من رواد المجمع. فكيف للإدارة تطبيق قانون منع التدخين على رواد المكان، إذا كان القائمون على حفظ الأمن والقانون فيه طايحين له سجاير. برأيي أن على وزارة الداخلية رفع مستوى الوعي لدى أفرادها، والتأكيد عليهم ضرورة الالتزام بالقوانين. كذلك أوجه تحية للأخ العزيز أنور بورحمة رئيس جمعية مكافحة التدخين، وأقول له بوفيصل بلش توعية مع أفراد الداخلية ومؤسسات الدولة، فأنا متأكد أن التوعية دورها أقوى بكثير من المنع والغرامات. فالنصيحة من القلب للقلب، ومحاكاة ثقافة وفكر الإنسان قد تكون الجواب. أما لصاحبي مدير المول، فأقول روح لهم وقدم لهم عصير قمردين وشوية حلويات، وقول لهم مشكورين ما قصرتوا، وجودكم أمان وراحة للمواطنين، بس سيجارتكم تضيع عليكم عملكم الطيب.

تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك.

 

 

عدنان عبد الله العثمان

 

المصدر: جريدة القبس ٣٠ يونيو ٢٠١٦ (الرابط الالكتروني)

 

سيجارة الداخلية Pdf

 

عدد الزائرين:

155 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr