بيّض الله وجهك

 

 

لدى تشكيل أي وزارة جديدة تجد جُلّ اهتمام المواطنين بمن يحمل الحقيبة الوزارية، والكل يدعون الله تعالى أن يكون الوزراء طوق نجاة لهذا الوطن، خصوصاً أن الفساد والتسيّب والإهمال وحتى المزاجية تنخر في مفاصل الدولة. وكلنا ننادي بالإصلاح ونتأمله من الوزير، لكن كيف يتحقق إذا كان معدل استمرار الوزارة في الكويت لا يزيد على سنتين؟! يعني ما مداه يعرف الوزارة ويرد على كم سؤال من المجلس إلا المجلس انحلّ والوزارة تغيرت؟!

أنا شخصياً اهتمامي بتشكيل أي وزارة ينحصر في وزير العدل، فهو يرأس مجلس إدارة الهيئة العامة لشؤون القصر، ونحن أبناء المرحوم عبدالله العثمان ضيوف دائمون على تلك المؤسسة، من خلال الوصاية المشتركة على ثلث والدنا، شراكة هندسها المرحوم الوالد منذ أكثر من ستين عاما، حيث انفردت الهيئة بهذا الثلث حتى عام 2002، وخلال تلك الفترة لم تحرّك ساكناً في العمل الخيري. ويكفي مثلا أن جامع المرحوم عبدالله العثمان في النقرة رمّم على حساب الأمانة العامة للأوقاف، وليس من وقفه. وبفضل الله تعالى، وبعد تسعة أحكام قضائية وتغيّر الإدارة هناك بتسلم المدير الخلوق براك الشيتان دفة القيادة، استقر الوضع إلى الأفضل، ومنذ تشكيل لجنة الوصاية، بمشاركة ورثة المرحوم فتحنا باب العمل الخيري على مصراعيه بشراكة متميزة مع بيت الزكاة، ويكفينا فخراً أن تصل مساهمات الثلث الخيرية إلى ما يفوق ثمانية ملايين دينار عدا المشاريع التنموية، فالبروميناد مول خيري، ودار العثمان جوهرة العمل الخيري المجتمعي ونموذجٌ يحتذى. كذلك متحف بيت العثمان الذي أضحى مدرسة تاريخية وثقافية لطلبة المدارس ورمزاً جميلاً لزوار الوطن.

لذلك، فوزير العدل، بحكم منصبه، هو صمام الأمان والحكَم في ما نختلف فيه. فإن كان قوياً وذا خلفية قانونية استقامت الأمور، وإن لم يكن فالله يعين. وحال صدور التشكيل طلبت مقابلة معالي الوزير الدكتور فالح العزب لتقديم التهنئة وتعريفه بثلث العثمان، والصراحة أخجلني هذا الوزير بتواضعه وحسن استقباله، وسعدت كثيراً بمعرفته المسبقة بما نقوم به من مشاريع خيرية، وأعجبت ببلاغته ومهنيته العالية. وعرّفت نفسي بذات المقولة التي أقولها لكل وزير عدل تهنئةً بمنصبه: «إذا أتاك عدنان العثمان، طالباً أمرا خاصا به قضبه الباب»، فأنا لا أطلب إلا أمراً واحداً، وهو دعم تنفيذ وصية والدي كما كتبها، ودعم العمل الخيري واعطاء كل ذي حقٍّ حقه». ابتسم الوزير وأعجبته المقولة وتفضل بكلام طيّب، وقال مشاريع ثلث العثمان مفخرة للعمل الخيري، هذا ما رأيت وسمعت من دون مجاملة.

شكراً معالي سمو رئيس مجلس الوزراء على حسن اختيارك، ولمعالي وزير العدل أقول: بيّض الله وجهك.

 

المصدر: جريدة القبس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٦ ( الرابط الالكتروني )

بيّض الله وجهك (Pdf)