سوالفي

 

 

 

قبل سنتين، دار حديث بيني وبين الكاتب في جريدة القبس أحمد شمس الدين، حول الحدث الكبير والمشرِّف للكويت، المتمثّل في تقليد صاحب السمو أمير البلاد لقب قائد الإنسانية من قبل هيئة الأمم المتحدة، حدث أعاد ذاكرتي إلى الرعيل الأول من أهل الكويت، حكاماً وشعباً، جُبلوا على عمل الخير وأورثوه لنا، فأضحت الدولة الصغيرة في مساحتها كبيرة في دورها الإنساني.

وتكلمنا عن وصية والدي وما تحمل من هيكلة خيرية وضعت لتدوم على مر السنين، فأشار عليّ بوخالد: «ليش ما تكتب مقال بتلك المناسبة؟». فأجبته أنا ما كتبت مقالاً من قبل. فقال لي: «اكتب المقال وابعثه للصحيفة على الإيميل، وهناك الجماعة في الصحيفة يقيمونه، إن كان صالحا للنشر راح ينشرونه، عدا ذلك انسَ الكتابة».

فكان أول مقال لي «وصايا لا تموت». وسألت بو خالد: «شنو رايك ودون مجاملة؟». فقال لي: «استمر وراح تعرف». وبعد 100 مقال لي في جريدة القبس المتميزة أقول حق بو خالد: «بعدي ما عرفت. فالكتابة بحر لا قرار له من حيث الولوج في مقال لا يزيد على 350 كلمة تجذب فيها القارئ إلى ما تكتب مع إيصال رسائل في ما بين السطور تمس حياة المواطنين وتفتح للقارئ باب مشاركتك في تجارب شخصية وخبرات الحياة».

لكن مع كل مقال أجد نفسي تمكّنت أكثر من ولوج بحر الكتابة. وأكثر ما أسعدني تلقي اتصالات القراء لطلب نصائح عقارية تجنّبهم الوقوع في شباك مخالفات البلدية، أو لمعرفتي أن للمقال أثرا قد يساهم في اجتثاث الفساد من مؤسسات الدولة. والأجمل سماع تعليق من رجل دولة جاوز الثمانين من عمره يتابع مقالاتي أسبوعياً، وآخر مرة سألني مازحاً: «شلون خشمك عسى ما سويت العملية؟!». في تعليقٍ له على مقالي «عافية»، طبعاً عدا التعليقات الجميلة التي تصل إليّ، سواء على الإيميل أو «الواتس أب»، والحمد لله لم أخرج عن سياق القانون والاخلاق، ولم أُحسب على جهة «ومالي شغل بالسياسة»، والأهم أنه لم يسبق للصحيفة أن رفضت مقالاً لي، والقبس ما قصرت، فتحت لي باب الكتابة على مصراعيه، مع العلم أن لا معرفة شخصية لي مع أي من ملاك الصحيفة، وهو ما يدل على تقبلها للكتّاب الجدد والكلمة الهادفة من دون مجاملة، أو معرفة سابقة، فشكراً لـ القبس وشكراً لمجلس الإدارة وكل العاملين، وشكراً للفريق الذي «يفلتر» لي كل مقال قبل النشر، وأولهم والدتي وأختي علياء وإيمان ابنة أختي التي أسميها «مقص الرقيب»، وأكيد الدافع الأول لي للكتابة ابنتي إيمان التي لولاها ما كتبت، وهديتي لها كتابي الأول الذي سيحوي 100 مقال، وخلف كل مقال مقال.

الكتاب سميته «سوالفي».

 

المصدر: جريدة القبس على عددها الصادر في تاريخ ٥ يناير ٢٠١٧ ( الرابط الالكتروني )

سوالفي Pdf

عدد الزائرين:

310 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr