سعادة السفير

 

 

 

برحلة مباركة إلى تونس، ضمن وفد يرأسه الأخ إبراهيم الصالح، مدير عام بيت الزكاة، لافتتاح أحد مشاريع دولة الكويت، وبمساهمة فعالة وتبرُّع من ثلث والدي رحمه الله. وكان موعد الرحلة مقرراً يوم ١٨ من مارس، ثم وصلني اتصال من بيت الزكاة بتقديم الموعد إلى ١٢ من الشهر نفسه، وبالنسبة لي فالموعدان مناسبان، وما أنا إلا مواطن مرافق لوفد الخير هناك. وبعد سويعات وصلني اتصال خارجي، لم أميّز من أي بلد، وفي عادتي لا أجيب على أرقام مجهولة، لكن هذه المرة رددت وكان المتصل كويتياً، وعرّف عن نفسه أنه علي الظفيري، سفير دولة الكويت في تونس. والصراحة فوجئت بهذا الاتصال ورحبت به، وأعاد علي بكل ذوق طلب تغيير الموعد، وذلك لارتباطه بمواعيد أخرى، ولحرصه على رعاية وحضور حفل الافتتاح، وطبعاً جوابي كان أنت تأمر ونحن نتشرف. اتصال أسعدني جداً من باب حرص دولتنا على رعاية العمل الخيري، وكذلك دماثة وأخلاق هذا السفير المتميز.

وصلنا تونس، وكان سعادة السفير في استقبالنا هناك، وفي المطار وصل لنا العلم بأن الأخ العزيز بدر بورحمه، الذي سبقنا بالوصول الى هناك تعرّض لوعكة صحية، وأدخل المستشفى. فمن المطار تحوّلت وجهتنا لزيارة الأخ بدر، وكان هذا بتوجيه وحرص كبير من سعادة السفير. وعند وصولنا المشفى وازدحام المصاعد اقترح صعود الدرج، طبعاً محد من الربع عجبته الفكرة، واتضح أن سفيرنا، الله يعطيه الصحة والعافية، رياضي وصعدنا ٦ أدوار معاً، وسبقنا ربعنا اللي ناطرين المصعد. المهم «اطّمنا» على أخونا بدر وتوجهنا إلى الأوتيل بمنطقة يطلق عليها الحمامات. وبنفس اليوم عزمنا سعادة السفير على العشاء، وعزم الجمعيات الخيرية التونسية الثلاث المعتمدة من السفارة الكويتية وبيت الزكاة، وسفيرنا ذكي وعملي ضرب أكثر من عصفور بحجر: فهو عشاء وضيافة، وبنفس الوقت عمل، فلا وقت يضيع عند سفيرنا، ولاحظت مدى اهتمامه وتشجيعه للعمل الخيري. وفي اليوم الثاني أخذنا الطريق إلى مشروعنا، الذي يبعد ٣٥٠ كيلومتراً، والتقينا يوم الافتتاح بسعادة السفير الذي وصل قبلنا، نعم طلع من بيتهم الفجر ووصل عندنا قبل الموعد، وحضر الاحتفال ورجع العصر إلى تونس، يعني سفيرنا قطع ٧٠٠ كيلومتر في يوم واحد، وكانت له كلمه تركت الأثر الكبير، وعكست الوجه الجميل لوطننا الكويت! وقبل سفرنا أيضاً عزمنا وأركان سفارته عنده في البيت، وطبعاً الربع، وخصوصاً أخونا إبراهيم الصالح كيّف على الأكل الكويتي الأصيل. وسنتكلم في المقال القادم عن الرحلة، لكن هذا المقال أفردته لسعادة السفير علي الظفيري وطاقم سفارته، وأقول لهم: ألف شكر، والشكر موصول لمعالي وزير الخارجية على حسن اختياره لممثلي السلك الدبلوماسي.

 

 

المصدر: جريدة القبس في عددها الصادر ٢٢ / ٣ / ٢٠١٧ ( الرابط الالكتروني )    

سعادة السفير Pdf