نشر في هذا مجلد:

  - عبدالله عبداللطيف العثمان -


المحسن الكويتي الكبير ، الحاج عبدالله عبداللطيف العثمان يجل عن التعريف حقا..يكفي أن المسجد الـذي يحمل اسمه – مسجد العثمان – في منطقة النقرة هو منارة من منارات الهداية والفضيلة في مدينتنا والتبرع بسخاء لبناء بيوت العبادة من جانب الرجل لم يقتصر على الكويت ففي كثير من البلدان العربية كانت للرجل أياد بيضاء يذكر فعلها بالاجلال والاكبار.

وإلى جانب التبرع لبناء المساجد ، هناك المناسبات القومية التي لم يترك عبدالله عبداللطيف العثمان واحدة منها تمر ، دون أن يساهم المساهمة السخية..حسبه أنه كان في طليعة من قدم للمناضلين الجزائريين ولاعالة أطفال الشهداء البررة منهم....وكذلك فعل لبور سعيد المناضلة واشياء خيرة كثيرة فعلها الرجل من دون ان يسمح لأحد باكتشاف أمرها أو معرفتها وقد كان شعاره دوما:

("..لعمرك أن المال ليس بنافع إذا لم ينل منه أخ وصديق..")

ولا ريب أن الجماهير العربية في أقطار عديدة وهي التي سمعت باسم الحاج عبدالله عبداللطيف العثمان وعرفته مقترنا بعطاء البر والتقوي ، تقدر الرجل حق قدره وتتمنى لو كثر أمثاله في هذا الوطن العربي لأن في ذلك انتصارا لمثل انسانية نحن بأمس الحاجة إليها.

إن عبدالله عبداللطيف العثمان علم من أعلام الفضيلة عندنا ، فقد عمل لدينا قدر ما وسعه العمل لدنياه وفي كل ما قدمه لم يكن يبغى جزاء أو شكورا بل وجه ربه الكريم ... فكم من عائلة محرومة امتدت يد الرجل البارة لانتشالها من دون أن تعرف أنه هو الفاعل وكم من معوز في بعض الأقطار العربية اضطر إلى عملية جراحية ودخول مستشفى فوجد فيه عونا ونصيرا...

كثيرا ما فتحت الصحف باب التبرع لأغراض انسانية كهذه ، ثم إذا برسالة مفاجئة تصل من عبدالله عبداللطيف العثمان تعلن التعهد بالتكلفة كلها.

هذا ولسنا ننسى أن الرجل كان على الدوام وما يزال نصيرا للعلم والثقافة ... حسبه التبرع بسخاء للجمعيات الخيرية من أجل مدارس تبنيها أو ترعاها فضلا عن مساعداته لبعض الأدباء والشعراء من أجل نشر كتبهم ... ولا عجب في ذلك فالحاج عبدالله العثمان من محبي الأدب ومتذوقيه خاصة الشعر الذي له فيه جولات موفقة كما يعلم الكثيرون.


وللقارئ نقدم هذه الأبيات من شعره:


كويت أنا -

 

وغانية مـرت علينـا بزينـة                     تفاخر حسنا أنجم الليل والبدرا

اطلت علينا والعفاف شعارها                   مسألة لا تبتغي الصد والهجرا

وماست كغصن قد تدلت ثماره وما هي إلا غادة توجـت درا

وضاعت علينا في كمال جمالها                 تنير ليوم قد بدا زاهيا حرا

أشارت بيمنى للسلام اشارة وحيت ببشر تطلب العز والفخرا

تقول لنا عما يجيش بصدرها بصوت جهوري أذابت به الصخرا

أتيت لعبد الله آمر دولتي أحييه من قلبي وارجوا له النصرا

هو الحاكم المقدام نال بعزمه       لدولته عزا تعالت به قدرا

وآل صباح كلهم لزعيمهم بعز يمة وتضامن شدوا له أزرا

كذلك شعب لا أفيه بحقه فقد كان برا ومدحي له برا

فهذي هي الذكرى لعام لنا مضى  وعام اتى بالبشر نرجوا به الخيرا

فقلنا لها من انت قولي وخبري      وبوحي بسر فأنا نكتم السرا

وأنا نرى فيك التواضع والتقى       وفيك جمال قد بدأ آية كبرى

فقالت مقالا يشهد الله أنها      أرادت به حقا وقالت به جهرا

كويت أنا واليوم عيدي وعيدكم يحق لنا أن نحفلن فيه بالذكرى

بعيدنا الوطني يا قوم هبوا لفرحة نقوم بها لا نرتضي الذل والغدرا

وأنا لقوم لا نريد لجارنا     سوى الخير لا ننوي به شرا

طبعنا على سلم مع الجار دائما وكنا له أهلا إذا ضيم أو ضرا

وللجار حق بالشرائع كلها       وفرض علينا نراعي حقه دهرا

فإن جار يوما أو نوى الغدر عامدا قلبنا له ظهر المجن ولا غدرا

وأن جد جد الحرب خضنا غمارها وللعلم الخفاق نفدي المال والعمرا

ونحمي بحد السيف عرض بلادنا      فلا الموت نخشاه ولا السلب والاسرا

جبلنا من الصحراء ماء وتربة      وعشنا بها كي نسلك السهل والوعرا

أبا خالد والحق أنت أميرنا ونحن جنود نألف البر والبحرا

خذ العهد منا شيبنا وشبابنا        نعاهدك بالله لا نعصي لك الأمرا

فلا المال إلا للمعزة جمعه       ولا العمر إلا أن نصون له قدرا

وما العز إلا للعزيز مكانة ولا الذل للذليل كفى خسرا

أبا خالد كن بالعزيمة قائدا       ولا تخش إلا الله وارفع له شكرا

فآل صباح كلهم لك ساعد                  إذا خضت بحرا أو سلكت بهم برا

وشعبك منقاد لأمرك خاضع     فقد كان ذا حزم وأنت به أدرى

ولا غرو لما أن تنال مكانة      علوت بها شأنا وكنت بها أحرى

أبا خالد كن للعروبة موئلا        اذا مسها ضر أو اشتكت العسرا

ومد يد العون التي أنت أهلها      لك الله يجزيك الجزاء بأنعم تترى

فمالك موفور وكم كنت باذلا        بكل سخاء لا تريد به نزرا

ففرج عن المكروب في حال كربه ووسع لذي عسر إذا جاء مضطرا

وخذ بيد المظلوم يا خير عادل فأنت له نصر وكنت له ذخرا

جزيت من الرحمن ما أنت أهله  ووفقت للخيرين دنياك والاخرى

ودمت لنا عزا وفخرا وسؤددا   وللعلم الخفاق تحيى لنا الذكري


عدد الزائرين:

391 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تغيير اللغة

arenfrdeestr